الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا زال الحديث متصلاً بقوله -تبارك وتعالى- في هذه السورة الكريمة سورة آل عمران: قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:29]، ذكرنا جملة من الفوائد التي تُستخلص وتُستخرج من صدر هذه الآية الكريمة، وقلنا: إن قوله -تبارك وتعالى-: يَعْلَمْهُ اللَّهُ أن هذا يدعوا إلى تطهير القلوب وتنقية النفوس، فالله -تبارك وتعالى- مُطلع على البواطن كما أنه مُطلع على الظواهر، وتقديم قوله -تبارك وتعالى-: قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ، فقدم الإخفاء على ما يُظهر ويُعلن ويُبدى أن ذلك يدل على أنه يستوي علمه -تبارك وتعالى- بالظواهر كما يستوي بالبواطن فهذا يدعو إلى إشغال القلب بعد تنقيته بمحاب الله -تبارك وتعالى- من الإيمان والأعمال القلبية من الخوف والرجاء والمحبة والتوكل وما إلى ذلك.
فالعبد إذا آمن بصفة العلم، أن الله عليم بالعباد وبأحوالهم لا يخفى عليه منهم خافية فإن ذلك يحمله على التقوى، فيجتنب مساخط الله -تبارك وتعالى- فلا يواقع شيئًا من ذلك فيفر منها فلا يجده حيث نهاه، ثم يكون مُقبلاً على الطاعات فلا يُفقد حيث أُمر، هذا إذا تقرر ذلك في القلب واستيقنه العبد، وإنما يحصل التقصير والتفريط والجراءة على الله -تبارك وتعالى- وعلى حدوده إذا ضعُف اليقين، كلنا يتيقن ويعلم أنه سيموت، ولكن هذا اليقين كما روي عن عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-: "ما رأيت يقينًا أشبه بالشك"[1]، من نظر إلى حالنا وإلى أعمالنا واستعدادنا للقاء الله والموت فإن ذلك كأنه مُستبعد، كأنه ليس بيقين، فكيف بما وراء ذلك من الجزاء والحساب ودخول الجنة أو النار -أعاذنا الله وإياكم وإخواننا المسلمين من النار-.
فاليقين هو الذي يحمل العبد على العمل الجاد، والإقبال إقبال العبد بقلبه وجوارحه أن يُقبل بكليته على ربه ومولاه، وهو الذي يجعله يحسب ألف حساب قبل أن ينطق وقبل أن يمد يده للحرام، وقبل أن يمشي إلى الحرام، اليقين إذا رسخ في قلب العبد، ولذلك انظروا في مثل هذه الأيام -أيام العشر من ذي الحجة- فقد دخلت وحالنا فيها كحالنا في غيرها، هذه العشر من ذي الحجة هي كغيرها من الأيام بالنظر إلى أحوالنا وأعمالنا، هي أحب الأيام، العمل الصالح أحب إلى الله -تبارك وتعالى- في هذه الأيام من غيرها من أيام العام، وهي أفضل أيام الدنيا، وكلنا يعرف الأحاديث المصرحة في ذلك ومع ذلك انظر إلى الحال، في رمضان وهذه الأيام أفضل من رمضان كما تعلمون إلا أنك تجد في رمضان من الإقبال وامتلاء المساجد وجلوس الناس بعد الصلوات يقرءون القرآن، ويذكرون الله -تبارك وتعالى- مع حرصهم على البذل والصدقات في رمضان، أما هذه العشر فكغيرها من أيام العام، ما هو السبب؟
رمضان له مزيتان ليلة القدر لكنها ليلة واحدة، والمزية الأخرى وهي مزية مؤثرة غاية التأثير، وهي أن المردة من الشياطين تُصفد في رمضان، فمنذ أول ليلة من رمضان يُقبل الناس؛ لأنه قد انعتقوا من هؤلاء المردة الذين يحجزونهم عن كثير من الخيرات، ويدفعونهم إلى كثير من الشرور، ويغرونهم بالمعاصي، ولذلك تجد هؤلاء المردة من الجن يوكلون المهمة قبل رمضان إلى أولياءهم من الإنس من شياطين الإنس، ولذلك تجد الاستعداد استعداد شياطين الإنس لرمضان على أشُده بأنواع المُلهيات والصوارف مما يشغل الناس عن ما هم بصدده من عبادة الله -تبارك وتعالى- والتقرب إليه في هذا الشهر الكريم شهر رمضان، ولكن في ذي الحجة لا يحتاج المردة إلى هذا؛ لأنهم حضور فيبقى عمل أولياءهم على حاله كما كان من غير استعداد خاص فهم يسعون في الأرض فسادًا ولكن ليس بالقدر الذي يتضاعف إبان دخول شهر رمضان، هذا هو الفرق بين العشر من ذي الحجة ورمضان كما نُشاهد.
فالمقصود أن ضعف اليقين هو الذي يجعلنا نقعد عن ما قد علمنا من محاب الله ، وكذلك هو الذي يوقعنا في مواقعة مساخط الله ونحن نعلم أنه يسخطها، فهذه نتيجة لضعف العلم واليقين في القلب.
ثم قال الله -تبارك وتعالى-: وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ هو ذكر الخاص أولاً، يعلم ما أخفته الصدور وما يُبديه العباد ثم قال: وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ فهذا عام يشمل ما ذُكر قبله، فإن مما في السموات والأرض ما يُخفيه العباد في صدورهم، وكذلك ما يُبدونه ويُعلنونه بألسنتهم أو يواقعونه بجوارحهم، لكن علم ما في السماوات وما في الأرض أوسع من هذا، فيعلم كل حركة في هذا الكون ما يقع شيء إلا بعلمه وإرادته ، ما تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا تحصل تحريكة ولا تسكينة إلا بعلمه، وما تحمل من أنثى إلا بعلمه، ولا تضع إلا بعلمه، يعلم ما في قعر البحر، وما تحت الأرض وما فوقها، وما في بطن الصخرة الصماء يعلمه، علمه أحاط بكل شيء.
فهذا تقرير وتأكيد لما قبله، لما ذكر علمه بما يُخفيه العباد وما يُظهرونه ذكر علمه الشامل المحيط بكل شيء، ولكن ذكر بعض أنواع العام على سبيل الإفراد يدل على أهميته وعِظم شأنه وخطره، فلا شك أن ما يتصل بالحساب والتكليف والجزاء كل ذلك مما يرجع إلى أعمال العباد مما يكون من أعمال قلوبهم أو أعمال جوارحهم فذكره أولاً، ثم ذكر ما هو أعم من ذلك؛ ليستيقن العبد أن هذا الكون من أوله إلى آخره محاط بعلم الله وبمراقبته، وأن بصره نافذ في جميع ذراته، لا يخفى عليه من ذلك قليل ولا كثير، يعلم مقادير حبات الرمل، ويعلم دبيب الذر ولا أقول: النمل في الليل البهيم المُظلم كل ذلك لا يخفى عليه منه خافية، يعلم ما تنقص الأرض من أجساد الناس حينما يتحللون في باطنها، ويعلم ما يزداد وينمو في الأرحام من الأجنة، ويعلم ما سيكون في المستقبل، فهذا ربنا الذي نتعامل معه، فهذا لا شك أنه يتضمن غاية التحذير، فإذا كان لا يخفى عليه شيء فأين يذهب العبد حينما يواقع مساخطه، كما أنه أيضًا يتضمن الترغيب، كما أنه يدعو إلى الإخلاص، يتضمن الترغيب من جهة أن هذه الأعمال الطاعات قُربات يعملها لا تضيع عند الله ، وهو يدعوا في الوقت نفسه إلى الإخلاص، وذلك أن العبد يتعامل معه وحده ويوجه نظره إليه وحده لا يلتفت إلى أحد سواه ولا ينتظر من الناس عائدة، أو شكرًا، أو ثناء وإطراء، يتجمل للخلق بعمله بحجه وبعباداته، لا يحتاج إلى أن يلتقط الصور وهو مُحرم أو يطوف، ولا يحتاج أن يلتقط الصور أو يجلس يتحرى الجلوس أمام الكاميرات وهو يدعو أو يقرأ القرآن، أو نحو ذلك الله يعلم ذلك جميعًا، يعلم حينما يُطيل العبد السجود ماذا يُريد، وحينما يُحرك شفته بالذكر ماذا يريد، هل يريد ما عند الله أو يلتفت للناس؟! هو عابد ذاكر أم ماذا؟!
فإذا كان الأمر كذلك فهذا داعٍ إلى التجرد الكامل من كل العلائق والعوائق والصوارف التي تصرف عنه ، أعمالنا قليلة لضعف يقيننا ومخالفاتنا كثيرة، وما نعلمه من طاعات لا يخلو من تقصير يُلابسه، وحين ما نُقيم هذه الصلاة فيها ما فيها من النقص والتقصير، وشرود الأذهان، وضعف الخشوع مع اضطراب النيات، وقل مثل ذلك في سائر الأعمال.
وهكذا أيضًا ختم هذه الآية الكريمة بقوله: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هو مُحيط بكل شيء علما، ويعلم ما في السماوات وما في الأرض، فهذا العلم الكامل المحيط الشامل، من الذي بقي؟
بقي القدرة الكاملة على كل شيء قدير، فبذلك يكون قد وسع كل شيء علمًا وقدرة، فإذا كان قد أحاط بالعباد علما وأحاط بهم قدرة فالمُحسن هو الذي يستطيع أن يوصل إليه الجزاء في الدنيا وفي الآخرة، وحينما يتخلف شيء من مطالبه الدنيوية فليس ذلك عن نسيان أو عجز وليس عن ذهول أو جهل أنه لم يعلم بمكانه أو بحاله أو بحاجته، لا لا، الله يعلم ذلك جميعًا، وهو قادر على إيصاله؛ فتخلف هذا المطلوب الدنيوي لحكمة قد علمها، والعبد نظره قصير، وعلمه قليل، والله عليم حكيم، وهكذا في الانتقام قد أحاط بكل شيء علما، فهو يعلم هذا الذي يتحرك في الظلام حينما يختلس أو يسرق ولا يطلع عليه الناس، أو يعصي الله بأي لون من ألوان المعصية فالله عالم به، وكذلك قادر على إنزال العقوبة به وأخذه متى شاء، فهو على كل شيء قدير، وهذا غاية الكمال؛ لأن العلم وحده لا يكفي، قد يعلم الإنسان بمخالفات واختلاسات وانحرافات وسرقات في جهة قد يرأسها ولكنه عاجز عن مؤاخذتهم وإيقافهم عند حدهم لسبب أو لآخر، الله علمه محيط بكل شيء، وهو قدير.
وقد توجد القدرة ويتخلف العلم، قادر على الأخذ لكن يكون الإنسان أحيانًا غير عالم بتلك المزاولات المشينة، ثم بعد ذلك لا ينال هؤلاء العقاب الرادع؛ لأنه لم يعلم بهم، أما إذا اجتمع العلم والقدرة فذلك الكمال، فهذا يدعو إلى الحذر والخوف والمراقبة، ويدعو إلى الرجاء بالنسبة للمحسنين، وأن الله -تبارك وتعالى- لن يُضيع أعمالهم، كما يدعو الإنسان إلى التعلق بالله -تبارك وتعالى- وحده، فيلتجأ إليه في حاجاته، ومطالبه، وفقره؛ لأن الله عليم بحاله وهو القادر وحده على أن يُحقق رجاءه، فإن كان فقيرًا أغناه، وإن كان معتلاً شفاه، وإذا كان ضعيفًا قواه، وإذا كان مكروبًا رفع عنه الكرب وأزاح عنه الهم والغم، فيلجأ العبد إلى الله دائمًا، ومن تعلق بالمخلوقين خُذل، ومن تعلق بالله أفلح.
وهكذا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، قدير فيما يتعلق بالثواب والعقاب، فيما يتعلق بالخلق والإيجاد والإعدام، فيما يتعلق بالنصر والتمكين، فيما يتعلق بالخذلان، فيما يتعلق بالأخذ والمحق، على كل شيء قدير، ومن هنا فلا يأس.
وقد يصل الإنسان إلى أحوال يقنط فيها وييأس لاجتماع الأسباب الموجبة في نظره إلى القنوط، ولكن لا قنوط من رحمة الله -تبارك وتعالى- فهو على كل شيء قدير، بيده النفع والضر، خزائن السماوات والأرض، فيلجأ العبد إليه فيُغير ما به من حال، ويدعوه فهذا الدعاء هو من أعظم المطالب، إذا وفّق إليه العبد وتحقق بشروطه وآدابه فإن الله -تبارك وتعالى- يُجيب دعاء الداعيين ويُعطي السائلين: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186].
وهكذا أيضًا فإنه يؤخذ من هذا التذييل: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أن الله -تبارك وتعالى- حينما يُمهل فليس ذلك عن عجز، يعني: لا يغتر الإنسان بالإمهال، وقد يكون مُسيئًا والنِعم تُغدق عليه فلا يغتر، فالله قادر على أخذه؛ ولكنه أمهله وليس ذلك عجزًا عن معاقبته، فكل هذا مع قوله: قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ كل هذا يتضمن التحذير والتهديد ويبعث على خشية الله ومراقبته وتقواه، وإظهار هذا الاسم الكريم في مقام يصح فيه الإضمار: قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ، ولم يقل: يعلمه، وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ولم يقل: وهو على كل شيء قدير، فأظهر الاسم الكريم وهذا لا شك أنه أدعى إلى تربية المهابة والتعظيم في النفوس حيث كرره وأظهره في موضع الإضمار.
هذا ما يتصل بهذه الآية الكريمة، وهذا العموم في قوله: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كما ذكرت في بعض المناسبات أنها طريقة القرآن، حينما يذكر قدرته -تبارك وتعالى- يذكرها عامة: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وهكذا في سنة رسول الله ﷺ النصوص الواردة في القدرة على كل شيء قدير، لكن هل يُقال: والله على ما يشاء قدير؟
هذا منع منه بعض أهل العلم باعتبار أن الوارد في القرآن والسنة والله على كل شيء قدير، ولكن من أجازه فإنهم يحتجون بآية من كتاب الله، وحديث من سنة رسول الله ﷺ، أما الآية فهي قوله -تبارك وتعالى-: وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ [الشورى:29]، فذكر هذه القيد: إِذَا يَشَاءُ، والذين منعوا قالوا بأن ذلك يرجع إلى الجمع وليس إلى القدرة، فالجمع فعل من أفعاله -تبارك وتعالى- يفعله متى شاء: وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ [الشورى:29]، وليس ذلك بقدير، في القدرة قالوا القدرة مُطلقة "قدير" مطلقًا، لكن الجمع يحشرهم يجمعهم هذه الخلائق إذا يشاء جمعهم.
وأما الحديث فهو الحديث الطويل الذي نعرفه في آخر من يدخل الجنة، وفيه أنه قال: ولكني على ما أشاء قادر[2]، فذكر بهذا القيد، هذه الرواية المشهورة، والذين منعوا من ذلك قالوا يوجد في رواية أخرى الإطلاق من غير تقييد "بما أشاء" من غير ذكر هذا القيد، لكن الرواية المشهورة فيها هذا القيد وهو حديث ثابت صحيح كما هو معلوم.
والحديث له روايتان لكن يبقى الجادة في النصوص الكثيرة المتضافرة الإطلاق، والذين يمنعون كأنهم نظروا إلى فعل بعض المتكلمين وقولهم واعتقادهم الفاسد أولئك يذكرون قضايا فلسفية وجدلية، هل الرب -تبارك وتعالى- قادر على ما لا يشاء، هذه قضية جدلية فلسفية، فالله على كل شيء قدير ولا نضع هذه الافتراضات، هل هو قادر على ما لا يشاء فافترضوا هذه القضية وتجادلوا فيها واختلفوا فبعضهم يقول: لا يقدر على ما لا يشاء، نحن في الأصل لا نطرح مثل هذا السؤال، ومن هنا قالوا: بأن الله على ما يشاء قيدوها فقابلهم من قابلهم من أهل العلم فقالوا: بأنه لا يُقال على ما يشاء، وإنما يُقال: على كل شيء قدير كأنه من قبيل المخالفة والرد على هؤلاء، هذا من جهة، جهة أخرى النصوص التي في الباب مطلقة سوى ما ذكرت والجواب عنه ما ذُكر، -والله أعلم-.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
- تفسير القرطبي (10/ 64).
- أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب آخر أهل النار خروجا، برقم (187).