الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
لما ذكر الله -تبارك وتعالى- حال هؤلاء من أهل الكتاب، وما هم عليه من الكفر والضلال الذي وقع منهم عن علم، وكذلك ما هم عليه -إضافة إلى كفرهم- من الصد عن سبيل الله -تبارك تعالى-، فوجه إليهم الخطاب في الآيتين السابقتين موبخًا لهم على كفرهم، وموبخًا لهم على صدهم عن سبيل الله من آمن.
قال الله بعد ذلك، محذرًا أهل الإيمان من الاستجابة لهم وطاعتهم وقبول ما يقولون، أو يشيرون على أهل الإيمان: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين [آل عمران:100]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ أقروا بألسنتهم، وأذعنت قلوبهم، وصدقت بما يجب الإقرار به والإذعان والتصديق، إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ تطيعوا جماعة من هؤلاء، يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين إن تطيعوا اليهود أو النصارى يردوكم عن دينكم، فقد ذكر الله -تبارك وتعالى- صدهم عن سبيل الله في الآية قبلها فهنا إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين فلا تأمنوهم على دينكم، ولا تقبلوا لهم رأيًا، ولا مشورة.
يؤخذ من هذه الآية الكريمة من الفوائد، والهدايات: الخطاب بهذا الوصف يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ فذلك له مقتضياته، فإن هذا الإيمان يقتضي الاستجابة لله والقبول والإذعان والطاعة، وإلا فما معنى الإيمان!
كذلك أيضًا هذا الإيمان يقتضي الحذر من أضداده، ومما يُسبب النكول عنه والرجوع والارتداد، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ يُذكرهم بهذه الصفة التي حباهم الله بها.
كذلك أيضًا هذا الوصف، الإيمان لا يتفق بحال من الأحوال مع طاعة هؤلاء من أهل الكتاب، فهؤلاء كفار بدينكم، وبنبيكم ﷺ وقد بين الله -تبارك وتعالى- شدة عداوتهم وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ [آل عمران:119]، يعني: لشدة غيظهم وحنقهم، فإنهم يفرغون هذه الشحنة من الغيظ التي لا يجدون الآن مجالاً لتفريغها فيكم، فيعض أصابعه عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ فهو يتحرق فلا يجد إلا أن يعض أنامله.
لكن لو تمكن، فإنه كما قال الله -تبارك وتعالى-: إِن يَثْقَفُوكُمْ والثقف هو الإدراك بحذق، إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء [الممتحنة:2]، يعني: هم أعداء أصلاً، ولكن تتحول هذه العداوة الكامنة إلى واقع ترونه بالبطش والقتل والتدمير، وكل ما يمكن من استعمال أساليب القوة والأسلحة المتنوعة في حربكم وإبادتكم، لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلَا ذِمَّةً [التوبة:10]، الإل يُقال: للرب، ويُقال: للعهد، ويُقال: للقرابة، فهم لا يرقبون فيكم ربًا، لا يرقبون الله فيكم، ولا يرقبون عهدًا، ولا يرقبون أيضًا قرابة إذا كان بينكم وبينهم قرابة.
فهذا الإيمان يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ لا يتفق بحال من الأحوال مع طاعة هؤلاء من أهل الكتاب إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ فهذا تحذير من الله من طاعتهم، والأخذ عنهم، والقبول لما يُشيرون ويدعون إليه، أو نحو ذلك، فهذا عاقبته أوجزها الله وجاء بها واضحة جلية إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم فالنتيجة هي الردة، وذلك أنهم لن يقبلوا منكم طاعة محدودة في جزئية من الجزئيات، أو فيما يكون مجالاً للاجتهاد، أو نحو ذلك، وإنما كما قال الله : وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].
وقال: وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ [البقرة:217]، فهذه غاية القتال حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ وأما الرضا حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ فهنا الله -تبارك وتعالى- يُحذر المؤمنين من هؤلاء، وذلك أنهم لا يمكن أن يقدموا نصحًا ورشادًا ونفعًا، وإنما كما قال الله : وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ [آل عمران:118]، يعني: ما يلحقكم فيه العنت والمشقة وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ العبارات وغيرها، وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118]، يعني: أكبر مما قد يبدون، فقد يُدارون في بعض الأمور، ولا يبدون كل ما في أنفسهم، ولكن نفوسهم منطوية على العداوة والبُغض، ولا يمكن أن يُظن فيهم غير ذلك؛ لأن الله الذي خلقنا، وخلقهم يعلم ما تنطوي عليه النفوس، هو الذي خلقهم، ويعلم الخواطر، يعلم السر وأخفى.
فالله يكشف لأهل الإيمان خبايا نفوس هؤلاء الأعداء، وإذا كانوا مُبغضين إلى هذا الحد، هذا الذي يعض أنامله إذا خرجت حنق عليك، يتقطع ويتآكل من شدة ما يجد، لا يمكن أن يدلك على خير أو نفع أو صلاح بحال من الأحوال، فلا خير فيما يبذله هؤلاء أو يقدمونه لأهل الإيمان.
ثم أيضًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ هذا إغراء لما يُذكر بعده كما أشرنا إن كان أمرًا أو نهيًا بالامتثال، وإن كان خبرًا فبالتصديق، فهنا هذه الصيغة خبر، إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين لكن هذا الخبر مقتضاه التحذير، والنهي عن طاعتهم.
وكذلك أيضًا في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ لاحظ الخطاب الذي قبله قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ [آل عمران:99]، بينما هنا في خطاب أهل الإيمان بعده يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ فوجه الخطاب إليهم مباشرة بلا واسطة، يعني من غير أن يقول قل للذين آمنوا، وإنما خاطبهم تفضلاً عليهم، وتأنيسًا لنفوسهم، واستدعاء لإقبالهم وطاعتهم وانقيادهم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ.
ولاحظوا هنا النداء يَا أَيُّهَا فهذا النداء فيه تنبيه، هذا الذي يُذكر بعده حقيقة كبرى، يترتب عليها مواقف، يترتب عليها مستقبل أهل الإيمان، فجاء بصيغة النداء، وفيها ما فيها من الإيقاظ والتنبيه، ثم في قوله -تبارك وتعالى-: إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ، لاحظ هنا إِن تُطِيعُواْ ما قال إن تطيعوهم في كذا، في الباب الفلاني، في الجانب الفلاني، إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم فدل ذلك على الإطلاق في النهي، والتحذير عن طاعتهم في أي شأن من الشؤون، لا يريدون بكم خيرًا، ولا يوصلونكم إلى خير.
ولو نظرت إلى أحوال الأمة بعد ما حصل ما يسمى بالانبهار بالغرب، ثم بعد ذلك جاءت مرحلة بعده القرن الماضي، وأواخر القرن الذي قبله، ما يُسمى بالاستعمار، فاحتلوا عامة بلاد المسلمين، وفعلوا كل ما يستطيعون من أجل تمكين وجودهم، ومسخ هذه الأمة، وخرجوا تلاميذ يرددون ما يقوله أولئك الأعداء، ويدعون إلى محاكاتهم ومشابهتهم في كل شيء، وهذا معروف، وتلك الأسماء سيئة الذكر معروفة، حتى بلغ الأمر ببعضهم أن يقول لشدة تعلقه بالغرب أن يقول بأن بلده التي كانت ضمن القارة الأفريقية يقول: إنها ليست من إفريقيا، يعني ليست من قارة إفريقيا، وليست من بلاد العرب، يقول: هي جزء من أوروبا، يعني: أراد أن يُغير الموقع الجغرافي، وهي قضية لا يمكن لإنسان أن يُغالط فيها فالواقع يكذبها، إلى هذا الحد، لكن ماذا جنوا؟ وماذا حصلوا؟ هل تحولت تلك البلاد إلى بلاد صناعية، إلى بلاد متقدمة، إلى بلاد متطورة، إلى بلاد مكتفية؟ أبدًا، خلال خمسين سنة، مائة سنة، هي نامية، وعالم ثالث، إلى متى؟!
ألمانيا بعد الحرب العالمية قام زعيمهم آنذاك، وقال: لم يبق لنا إلا الإنسان والتراب، يعني: دُمرت، وطلب من كل واحد من العاملين أو القادرين على العمل أن يتبرع بساعتين فقط زيادة من أجل بلده، بعد عشر سنوات شاركوا في معرض في مصر، أُقيم للصناعات الثقيلة، فبهروا العالم خلال عشر سنوات، وأذكر في التاريخ أن وفدًا جاء من اليابان ليتعرف على معطيات الحضارة؛ لينقلها إلى بلده، فاختاروا أن يزوروا مصر، ثم يتوجهون إلى أوروبا، فلما رأوا قطار الجيزة بُهروا، وكانوا يتساءلون كيف توصلتم إلى هذا المستوى، هذا وفد من اليابان، وفد ينقل التكنولوجيا والصناعات، وما إلى ذلك، بُهروا لما رأوا قطار الجيزة، وانظر أين وصلت اليابان.
فأقول هؤلاء الأعداء هؤلاء الكفار لا يقدمون للأمة خيرًا، فخلال هذه المدة التي احتلوا بها بلاد المسلمين لم ينهضوا بها قط، ولا بلد واحد على اختلاف تلك الدول الاستعمارية، في بعض البلاد احتلوها 400 سنة، وبعض البلاد بقوا مائتي سنة، ثم ماذا؟ خرجوا منها، وهي في حال من التأخر في جميع مناحي الحياة، وأسسوا فيها مدارس تنصيرية، إلى غير ذلك من الأمور المعروفة، ما تركوا شيئًا مما يفتون فيه من قوة هذه الأمة إلا فعلوه.
والعجيب أن بعض الصحفيين المغترين -للأسف– يكتب، يُعلن فرحه بقرب بعض الدول الاستعمارية، قبل نحو أقل من عشرين سنة، يكتب بأن هؤلاء ما دخلوا بلدًا إلا نهضوا بها، وقامت حضارتها، وأن قُربهم مُبشر، هكذا يكتب، يعني: مثل هذا هل هو رسول لهم يستبشر بقربهم من بلاده، ويُثني عليهم بهذه الطريقة؟ هل هذا هو رسول لهم يعمل معهم، أو أن هذا هو منتهى عقله؟!
كما قال بعض زعماء الغرب في القرن الماضي، وما يفعلونه مع بعض أبناء المسلمين حيث يربونهم على أعينهم، ثم يأخذونهم إلى بلادهم هناك، فيرون ما يبهرهم، ثم يرجعون، يقول: يُرددون ما نقول بلا وعي، يسخرون منهم، ترددون بلا وعي، وهذا مشاهد حتى إن بعض رواد هؤلاء، ولا حاجة للأسماء لكن بعض هؤلاء لما ذهب إلى بعض تلك البلاد؛ أُعجب بكل شيء، حتى الرقص، وكان يقول: بأن الرقص هنا ليس كالرقص الشرقي، الذي يعتبره الناس نوعًا من التبذل، وإنما هي حركات متوازنة، يقول: ومن عاداتهم أن الإنسان إذا حضر دعوة، أو زار امرأة، أو نحو ذلك أن تُراقصه، يقول: هذا من ذوقهم، ومن البرتوكولات كما يُقال كما في المناسبات والزيارات، ونحو ذلك، وليس كالرقص الشرقي، يقول: إنما هي حركات متوازنة.
هذا يقوله للأسف رجل كان قد تعلم العلم الشرعي، وتخرج من معقل من معاقل العلم الشرعي، فلما ذهب هناك فُتن، فالفتنة لا تؤمن على أحد، لا يأمن الإنسان الفتنة على نفسه، فجاء هؤلاء يُرددون ما يقول أولئك الأعداء، ونسوا هذه الآيات جميعًا، والله المستعان.
ثم في قوله -تبارك وتعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين فجاء به بهذه الصيغة الشرطية بأي اعتبار؟ باعتبار أنها لم تقع طاعتهم من أهل الإيمان، وحاشا وكلا أن يقع ذلك من أصحاب رسول الله ﷺ لكنه التحذير، وبيان عواقب الأمور، "إن تطيعوا".
والفرق بين "إنْ"، و"إذا" في الشرط كلها أدوات شرط لكن "إن" تُستعمل فيما يُستبعد، وأما "إذا" فيما يكثر وقوعه، تقول: إذا حضر زيد أعطيتك كذا، إذا حضر زيد أكرمته، لكن إذا كان ذلك يُستبعد تقول إن جاء زيد يكون خير، يعني أن هذا بعيد أن يأتي، إن حصل، فإن لما يُستبعد، وإذا لما يكثر، ويتكرر، ويُقرب وقوعه، فهنا قال: إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ فهذا سواء كان في الجوانب الفكرية، أو كان في الجوانب العملية كل ذلك سواء.
يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين ولاحظ التعبير هنا بَعْدَ إِيمَانِكُمْ تذكير بالحالة التي هم عليها، والنعمة العُظمى التي حباهم الله بها، بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كيف يقع هذا بعد الإيمان؟ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين هذه عاقبة مشينة، قبيحة، يعني: إذا تذكرها الإنسان ينبغي أن يقطع الطريق، كقول الله في الزنا: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى مُباشرة إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا [الإسراء:32]، لما يتذكر الإنسان هذا فاحشة، ذنب عظيم، شنيع، وساء سبيلاً، يوصل إلى اختلاط الأنساب، وتقذير الفُرش، والأمراض، والأوجاع التي لا دواء ولا شفاء لها عند الأطباء.
وكذلك أيضًا الفقر، وقلة الغيرة، وضياع الشرف، وعِلل، وأدواء كثيرة جدًا، وسبب العقوبات العامة والخاصة، إلى آخره.
فكل هذه المقدمات، المرأة التي تتبرج، المرأة التي تتزين، المرأة التي تتغنج بكلامها، المرأة التي تتعطر، المرأة التي تُبدي مفاتنها، الصورة العارية، الصورة الفاتنة، الصورة التي قد تنجذب نفس الإنسان إليها، هو يتذكر مباشرة كل هذه المجموعة، هي تؤدي إلى شيء واحد الزنا، فقال: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى لا تقربوا، ما قال: لا تزنوا، لا تقربوا، يعني: لا تنظر إلى الصورة المحرمة، ولا تخرج المرأة متكشفة متبذلة تُبدي زينتها، ومفاتنها، لأن مجموع هذه التصرفات يقود إلى عاقبة قذرة، مُنتنة، قبيحة.
إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا وعبر بـ"كان" يدل على أنه هكذا هو بكل ما يدل عليه هذا التركيب، فذلك يدل على ثبوت هذا الوصف له، كَانَ فَاحِشَةً ونكرها هنا باعتبار العِظم فاحشة عظيمة وَسَاء سَبِيلا عواقبهم تعيسة في الدنيا والآخرة -نسأل الله العافية- فيأتي بهذه النتائج، فإذا أراد الإنسان دعته نفسه إلى نظرة محرمة، أو رأى امرأة تُلفت الأنظار، أو نحو ذلك تذكر مُباشرة إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا.
إذًا اقطع الطريق انتهى، لا تنظر لا تلتفت لا تقف مع هذا الداعي الذي يدعو إلى هذه الفاحشة والسبيل السيئة، وهكذا، في طاعتهم يتذكر دائمًا يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين هذه هي النتيجة، والعاقبة الوخيمة، ولا أحد من أهل الإيمان يرضى أن يصير إلى هذه الحال.
فأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالقرآن العظيم، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه.