الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
لم يزل الحديث متصلاً بقوله -تبارك وتعالى-: ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور [آل عمران:154].
تحدثنا عن صدر هذه الآية، وكان حديثنا عن قوله -تبارك وتعالى- عن هؤلاء الذين أهمتهم أنفسهم يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ، فهذا وصفهم الآخر، حيث إنه وصفهم أولاً بقوله: قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ، ثم قال: يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ، وهذا يدل على أنهم لم يُفارقوا ما كانوا عليه في بواطنهم حيث إن الله -تبارك وتعالى- أخبر أنه لا هم لهم سوى هذه الأنفس، والمقصود خلاص هذه الأنفس بحيث يطلبون نجاتها فحسب، وليس من شأنهم العمل على إعلاء كلمة الله، ولا الذب عن دينه، ولا الدفع عن رسول الله ﷺ.
وكذلك أيضًا هذه الظنون الفاسدة التي انطوت عليها نفوسهم، وهي الظنون أهل الجاهلية، والجاهلية هي حالة نفسية وشعورية وواقعية بعيدة عن هدى الله -تبارك وتعالى- منسوبة إلى الجهل، ويكفي ذلك في التنفير عنها؛ لأن كل أحد يفر من أن يوصم بالجهل أو أن يُنسب إليه.
فالجاهلية لهم تصورات، وكما في هذه الآية يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ الظن السيء بالله ، وكذلك لهم أعمال ومزاولات، كما قال الله -تبارك وتعالى-: وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى، فهذا التبرج هو من أعمال الجاهلية، والتبرج من البروج، وهو الظهور والانكشاف، وذلك بكون المرأة تُخالط الرجال، وكذلك تُزاحمهم في الطُرقات، أو أنها تُبدي زينتها وتكشف عن مفاتنها، ومن أعظمها الوجه، فهذا كله من التبرج، فأهل الجاهلية لهم مزاولات.
وكما سبق أنه قد يكون في الإنسان خصلة من خصال الجاهلية، لكنه يكون مسلمًا كما قال النبي ﷺ لأبي ذر: لما قال لبلال : يا ابن السوداء! فقال: إنك امرؤ فيك جاهلية[1]، يعني: خصلة جاهلية، فقد يكون مؤمنًا، وفيه خصلة من النفاق، كما قال النبي ﷺ في صفات المنافقين العملية: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان[2]، وكذلك أيضًا قد يكون فيه خصلة من خصال الكفر، ويبقى مؤمنًا كما ذكر النبي ﷺ في أوصاف الكفر من الطعن في الأنساب، والفخر في الأحساب، وقال: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر[3].
فهنا يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ، أهمتهم أنفسهم، ويظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، هذا يدل على أن نفوسهم لم تتجرد بعد، ولم تُخلص لله -تبارك وتعالى-، ولم يُداخلها الإيمان، فتتشرب ذلك، وإنما بقيت على حال من الفساد والشر، وكان ذلك بخلاف ما أظهروه من الإيمان.
وقوله -تبارك وتعالى-: يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ فهذا أعني قوله: غَيْرَ الْحَقِّ تأكيد لهذا الظن الذي يظنونه بالله -جل جلاله وتقدست أسماؤه-، ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ، وكل من ظن بالله غير الحق فظنه جهل وضلال وباطل، ومن ظنون الجاهلية التي قد يقع فيها من يقع، وهي أنواع كثيرة جدًّا؛ لكن الحافظ ابن القيم -رحمه الله- ذكر طائفة منها، وهي في غاية الأهمية، فمن ذلك من ظن بأن الله لا ينصر رسوله ﷺ، ولا يُتم أمره، ولا يؤيده، ويؤيد حزبه ويُعليهم ويُظفرهم بأعدائهم ويُظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يُديل الشرك على التوحيد يعني إدالة مستمرة، والباطل على الحق إدالة مستقرة، يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالاً لا يقوم بعده أبدًا؛ فقد ظن بالله ظن السوء[4].
وما أكثر الذين يظنون هذه الظنون في مثل هذه الأوقات، فهذا قد نسب ربه -تبارك وتعالى- إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته، فإن حمده وعزته وحكمته وإلاهيته تأبى ذلك، وتأبى أن يُذل حزبه وجُنده، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به العادلين به، فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله.
وكذلك من أنكر أن يكون ذلك بقضائه وقدره هؤلاء الذين يقولون: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ما هذا التدبير الذي سيفعلونه لينجوا الواحد منهم من القتل؟ فهؤلاء لا يؤمنون بالقضاء والقدر، فهذا الذي لا يؤمن بقضائه وقدره ما عرفه ولا عرف ربوبيته وملكه وعظمته، وكذلك من أنكر أن يكون قدر ما قدره من ذلك، وغيره لحكمة بالغة، وغاية محمودة، يستحق الحمد عليها، وأن ذلك إنما يصدر عن مشيئة مُجردة عن حكمة، كما يظن أهل الجهل، وغاية مطلوبة هي أحب إليه من فوتها، تلك الأسباب المكروه المُفضية إليها، لا يخرج تقديرها عن الحكمة لإفضائها إلى ما يُحب، وإن كانت مكروهة له، فهذا الذي يظن هذه الظنون الذي يظن أن الله -تبارك وتعالى- يُقدر لا لحكمة، ويقضي لا لحكمة، ويُدبر لا لحكمة.
ما ثم مشيئة قد رجحت | مثلاً على مثلٍ بلا رُجحانِ[5] |
فهذا ما عرفه، وما قدره حق قدره، فهذه الظنون ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار [ص:27]، يقول ابن القيم: "وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وعرف أسمائه وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته، فمن قنط من رحمته، وأيس من روحه فقد ظن به ظن السوء"، يائس إما لحال أمته، أو لحاله هو فيما يُعانيه، ويُكابده يائس من رحمة الله قانط بسبب مرض، أو غير ذلك فهذا ما عرف الله حق معرفته، وقد أساء الظن به[6].
وقد ذكرت تفاصيل في هذا في الكلام على الأعمال القلبية، الذين يظنون بالله الظنون السيئة، وذكرت نماذج من هذه الظنون، ونقلت كلامًا عن ابن الجوزي -رحمه الله- في عبارات لبعض هؤلاء، وبعضهم قد ينتسب إلى العلم، فينزل به مرض، أو يحصل له فقر، ثم يأتيه بعد ذلك شيء من الدنيا، فيتسخط على أقدار الله، ويتفوه بكلام يثقل نقله وروايته.
وهكذا الذي يرى بهيمة قد أُصيبت باعتلال وجرب، ونحو هذا، وآخر الذي يرى صبيًا قد مرض، فيتحدثون، ويتفوهون بعبارات هي -أعوذ بالله- في غاية الكفر، ولو فتش -كما يقول الحافظ ابن القيم[7] رحمه الله- الإنسان في نفسه، وفي دواخله لوجد من ذلك أشياء لكن الناس بين مُقل ومُكثر، وتجد مثل هذه العبارات التي ترد فلان ما يستاهل، ما يستاهل ماذا! الله ظلمه حينما قدر عليه هذا، هذا اعتراض على قدر الله ، والله حكم عدل لطيف خبير، وقد يبتليه ليرفعه، ليُمحصه، فيُقال: ما يستاهل أأنتم أعلم أم الله!
على كل حال هؤلاء يقولون في ظنونهم الفاسدة: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا، يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ هذا الاستفهام يدل على الإنكار، يعني: ليس لنا من الأمر شيء، وذلك بمعنى النفي، ليس لنا من الأمر شيء، ودخول "من" على النكرة "شيء" يدل على أنهم قصدوا أنهم ليس لهم شيء في ذلك لا قليل، ولا كثير أنهم أخذوا، وأخرجوا إلى أرض المعركة من غير رأي، ولا مشورة، ولا اختيار، فكأنهم يُبرئون أنفسهم أنهم لا مدخل لهم في هذا الذي وقع، ولم يتسببوا فيه، أو يُشاركوا من قريب، ولا بعيد، وإنما يُعرضون برسول الله ﷺ، وأصحابه الذين خرجوا وقاتلوا هؤلاء المشركين.
فالله يرد عليهم بقولهم هذا: هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، فلاحظ هنا جعل الأمر لله وحده، فالقضاء والتدبير والتقدير كله إلى الله -تبارك وتعالى- فله الملك، ولا يقع في ملكه إلا ما أراد قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ لا يُشاركه في ذلك غيره.
كذلك أيضًا فإن قوله: قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، أمر نبيه ﷺ أن يُبلغ ذلك، فالنبي ﷺ مجرد مُبلغ، ثم دخول "إنّ" هنا التي تفيد التوكيد بمنزلة إعادة الجملة مرتين، إِنَّ الأَمْرَ.
وكذلك التوكيد بقوله: كُلَّهُ فليس يستثنى من ذلك شيء، وإذا كان الأمر كله لله، وبهذه المؤكدات مع اسمية الجملة قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، اجتمعت هذه المؤكدات جميعًا، فما على الإنسان إلا الرضا بأقدار الله ، وأقضيته، والصبر.
وكذلك أيضًا حُسن الظن بالله -جل جلاله وتقدست أسماؤه-، قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، هم جاءوا بهذه الصيغة هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ، يعني: ليس لنا من الأمر من شيء، جاءوا بهذه الصيغة في النفي، والنكرة -كما ذكرنا مرارًا في مناسبات-: أنها إذا سُبقت بمن فإن ذلك ينقلها من الظهور في العموم إلى التنصيص الصريح في العموم، فقابلهم بهذا التأكيد قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ أي شيء؟ فقال: كلا، ليس لكم من الأمر من شيء.
وكذلك أيضًا هذا التقدير والتدبير لله -تبارك وتعالى- قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، انظر إلى ما يقع من أقضيته وأقداره في اليوم الواحد، يوم عاشوراء نجى الله فيه موسى فكان ذلك نصرًا، وهو زمان شريف، يُشرع صومه شكرًا لله -تبارك وتعالى- على هذه النعمة.
وهذا اليوم أيضًا قُتل فيه الحُسين -رضي الله عنه وأرضاه-، فهذا اليوم حصل فيه هذا الأمر المُحزن، المؤلم من قتل الحُسين ، وحصل فيه أيضًا ذلك الأمر المُفرح من هلاك فرعون، هذا يدل على أن الخلق ليس لهم من الأمر شيء، الله يقضي ويُقدر ما شاء، أهلك ذلك الطاغوت الأكبر فرعون، الذي ادعى الإلهية والربوبية، وأيضًا قُتل فيه ريحانة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وسبطه.
فالأمر كله لله، فيُشكر على نجاة أوليائه وهلاك أعدائه، ويُصبر على المصائب التي تقع لأوليائه، وهكذا فإن قوله -تبارك وتعالى- عن هؤلاء الطائفة الظانة بالله غير الحق ظن الجاهلية، الذين يتساءلون هل لنا من الأمر من شيء إلى آخره.
هذا تعليم من الله -تبارك وتعالى- لهذه الأمة بأنهم ليس لهم من أنفسهم شيء، فهم لله، وعملهم لله، وما يُصيبهم فهو في سبيل الله، فإذا وقع المكروه تلقوه بالرضا والتسليم، وإذا وقع المحبوب شكروا الله .
هذا يُطعن بالرُمح، يُطعن من ظهره، فيخرج من بين ثدييه، ويتلقى الدم، ويقول: "فزت ورب الكعبة"[8].
فلاحظ أين هذا من ذاك المنافق الذي يتسخط، ويتضمر على أقضية الله فهذا القول منهم هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ، يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا، فهذا تكذيب بقدر الله ، وتسفيه لرأي رسول الله ﷺ، ورأي أصحابه، وتزكية لأنفسهم فجاء هذا الرد قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ، البيوت التي هي أبعد موضع عن مظآن القتل، لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ فالأسباب وإن عظُمت، والاحتياطات وإن كثُرت فإنها لا تنفع إلا إذا كان القدر موافقًا لها، نحن مأمورون أن نفعل الأسباب، وأن نتوقى الشر، وهذا مشروع، ولا يصح ترك الأسباب، فإن ذلك خلاف الإيمان الصحيح بالقضاء والقدر، ولكن الأسباب وحدها لا تكفي، فهناك إرادة الله فوق ذلك جميعًا.
فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقضي لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخير والصلاح لقلوبنا وأعمالنا وأحوالنا، وأن يُعيننا على ذكره وشكره وحُسن عبادته.
بقي بقية في الآية.
وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
- أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك، برقم (30)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل، وإلباسه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، برقم (1661).
- أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق، برقم (33)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق، برقم (59).
- أخرجه، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، برقم (48)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) برقم (64).
- انظر: زاد المعاد، (3/205).
- انظر: القصيدة النونية، لابن القيم، (169).
- انظر: زاد المعاد، (3/206).
- انظر: مدراج السالكين (2/202).
- أخرجه أحمد في مسنده، برقم (13195)، وصححه الألباني في صحيح الترهيب، والترغيب، برقم (1385).