الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
يقول الله تعالى: وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم [آل عمران:176] لما ذكر الله أحوال هؤلاء المنافقين، وما هم فيه من الشك والريب والكفر بالله وبقضائه وقدره، وما حصل منهم من ألوان الضلالات والمزاولات التي تدل على نفاقهم، كرجوعهم بثلث الجيش، وكذلك ما حصل من الكفار في يوم أُحد من الجرأة على أهل الإيمان، وقتل سبعين من أصحاب النبي ﷺ، وشج وجه رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكسر رباعيته، كل ذلك مما يُسخط الله ، فالله يقول: وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ فيدخل في ذلك الكفار من أهل مكة، ويدخل فيه المنافقون، ويدخل فيه كل مُسارع في الكفر من أهل الكتاب، ومن غيرهم، ومجيء هذه الآية بعد ذلك التخويف: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فهذا قد يكون سببًا لتساقط وتراجع أصحاب النفوس الضعيفة، والإيمان الهش، فيحصل منهم انتكاسة، فالله يقول لنبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-: وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ لا يتسلل الحزن إلى قلبك، بسبب هؤلاء الذين يجرون خلف حتوفهم ومهالكهم ومعاطبهم، فيُسارعون في الكفار بأعمال ومزاولات وأقوال توردهم المهالك، وعلل ذلك بقوله: إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا إنهم بذلك لن يضروا الله، وإنما يضرون أنفسهم، حيث يتحملون الأوزار العِظام، ويسعون بذلك ويجدون ويجتهدون لحجز مقاعدهم في النار.
يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ يريد ألا يجعل لهم ثوابًا في الآخرة، فلا يكون لهؤلاء شيء عند الله ، ونصيب من الخير والأجر، وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم أي: شديد، بسبب عِظم جنايتهم.
ففي قوله: وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ هذا نهي للنبي ﷺ عن أن يُحزنه فعل هؤلاء المُسارعين بالكفر؛ كما في نظائر هذه الآية من كتاب الله من النهي عن الحزن بسبب ضلال من ضل، وعدم استجابة من أبطأ، أو امتنع، فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أي: مُهلك نفسك، عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا [الكهف:6] يعني: أسفًا على عدم إيمانهم، وأسفًا على كفرهم، وحُزنًا على بقائهم في ضلالتهم، فالله نهى نبيه ﷺ عن الحزن على هؤلاء؛ وذلك أولاً: أن هذا الحزن لن يُغير من قدر الله شيئًا، والثاني: أن هذا الحزن يكون سببًا لتعويق القلب، وإشغاله عن ما هو بصدده من طاعة الله، وعبادته وتقواه، والإقبال عليه، والدعوة إلى سبيله؛ وذلك كما ذكرنا في بعض المناسبات من قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: بأن القلب إذا امتلأ بالحزن، فإنه يكون بذلك معطلاً، لا يُنتفع به في عمل دنيا ولا آخرة[1]، فيبقى الإنسان في حال من البؤس، حتى الطعام والشراب والنوم لا يُستساغ، ولا يهنأ بشيء، ولا ينهض بعمل يعود عليه بالنفع، فالحزين مُنكفأ على نفسه، مُكتئب لا يهم بمعروف، ولا خير ولا صلاح وفلاح، ولا ينهض بناهضة تنفعه، وترفعه في الدنيا والآخرة؛ ولذلك يُنهى عن الحزن، وإنما يُطلب الندم على المعصية؛ وذلك من شروط التوبة، أما الحزن فهو مرفوض، وأهل الجنة إذا دخلوا الجنة يقولون: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ [فاطر:34] فما هذا الحزن الذي أذهبه عنهم؟
بعض أهل العلم يقولون: بأن الحزن هنا المقصود به الخوف، فالحُزن قد يُطلق على الخوف، والفرق المعروف والمشهور بين الحُزن والخوف: أن الحُزن يكون على أمر مضى، والخوف يكون قلق بسبب أمر مستقبل، لكن قليلاً قد يُطلق الحزن ويُراد به الخوف، فبعض أهل العلم حمل قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر:34] على الخوف، فالخوف في الدنيا من سوء العاقبة، وعلى هذا يُحمل قوله بعض السلف كالحسن البصري -رحمه الله-: "إن المؤمن ليُصبح حزينًا ويُمسي حزينًا"[2]، فالمقصود به -والله أعلم- الإشفاق من الآخرة بمعنى الخوف، أما الحزن على فائت فهذا لا يُرد به فائت ولا سليب، وإنما هو شيء فيه إيلام للقلوب والأرواح من غير طائل، والنهي واضح وصريح عن هذا الحزن، وهذا النهي موجه إلى شخص النبي ﷺ، وهو نهي لأمته كذلك.
فلا خير في هذا الحزن -أيها الأحبة- فما فائدة أن يجتر الإنسان ذكريات ماضية سيئة ثم بعد ذلك يحزن؟! وأسوء من هذا أن الإنسان يتطلب الحزن، ويبحث عنه، كما رأيت عند بعضهم، حيث يتقصد البحث عن حكايات وقصص ووقائع وأخبار وصور ومشاهد وقصائد حزينة تحكي آلامًا وهمومًا ومصائب وقعت لهذا الإنسان، أو لغيره، يصفها شعرًا، أو نثرًا، أو مشاهد مصورة، فإذا رآها الإنسان اكتئب وضاق صدره، فمثل هذا ليس من شأن العقلاء، بل ينبغي على الإنسان أن يدفع الحزن عنه ما استطاع، وأن يطرده عنه، وأن يدفعه، وأن ينس الأمور المحزنة، وإذا اُبتلي بمن يورد عليه إما مُباشرة حين يلقاه، أو كان ذلك عبر هذه الوسائط، فيصب عليه صبًا من الأخبار والصور والمشاهد التي تجلب الهم والحزن في قلب الإنسان، فينبغي أن يُفارق بسلام، ويوصد هذا الباب الذي يلج معه الشيطان، بسبب ما يُلقيه هذا، فأنت لست بُملزم بمثل هذه المعلومات والأخبار والمواد، فيكون قلبك مكبًا للنفايات، مع الاعتذار عن مثل هذه الكلمة، لكن هذا هو الواقع، لا تجعل قلبك بهذه المثابة، ولا يصح أن يجعل الإنسان قلبه موضعًا للنفايات، يُلقي فيه الناس هذه الأشياء التي ينبغي أن لا تُلقى فيه، فتختار ما يصل إلى قلبك؛ ولهذا قال الله : وَلاَ تَقْفُ يعني: لا تتبع، مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا [الإسراء:36] فالسمع والبصر ميزابان يصبان في القلب، فيتأثر بناء على ما يُشاهد ويسمع، فينبغي أن لا نسمع إلا ما يقوي القلوب، ويبعث على التفاؤل والانطلاق والعمل والإصلاح، والسعي الحثيث في نصر دين الله ، وإعزازه، وما إلى ذلك، والله يكره التثاؤب، ويُحب العطاس، فالتثاؤب كناية عن الخمول والكسل، والعُطاس كناية عن النشاط والتوثب والقوة، وصحة الجسد.
وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ هؤلاء الذين يُسارعون لا شك أن ما هم فيه عظيم، فإذا كان هؤلاء من المسارعين في الكفر يُنهى النبي ﷺ أن يحزن عليهم، فمن كان دونهم فمن باب أولى، يعني: فعل هؤلاء في التشمير بالكفر، والإسراع فيه، والإيغال والجد والاجتهاد في ذلك، لا ينبغي أن يُحزن المسلم، فمن دونهم ممن لا يُسارع، ولكنه يقوم ويكبوا، ويقع، فهذا من باب أولى ألا تحزن عليه.
ثم تأمل قوله -تبارك وتعالى-: وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ كأنهم يلجون ويدخلون فيه، يُسارعون في الكفر وكأنهم في وسط الكفر؛ لأن هؤلاء أصلاً -أعني أهل النفاق- هم كفار في الباطن، فهم يخوضون في بحره، ويغوصون فيه، فهم لم يخرجوا منه أصلاً، لكن يستزيدون من هذا الاقتيات الذي يوردهم الموارد في قعر جهنم، إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145] فهم يسعون لهذا، ويقتاتون بهذا القوت الذي يوردهم القعر الأسفل من النار، فلاحظ التعدية بالحرف (في): يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ [آل عمران:176] ولم يقل: يُسارعون إلى الكفر، كأنهم خارجه، فيُسارعون إليه، لا، وإنما هؤلاء يُسارعون فيه، فهم في غمرته أصلاً، ولو قال: (إلى) قد يُفهم منه أنهم خارج نطاق الكفر، فيُسارعون إليه، لكن هنا يُسارعون فيه، مع أن بعض أهل العلم يقول: إن الفعل (يُسارعون) مُضمن معنى فعل آخر، يصح أن يُعدى بـ(في) يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مُضمن معنى يقعون في الكفر، فـ(يقع) تتعدى بـ(في)، ويُسارع تتعدى بـ(إلى) وذكرنا لكم في بعض المناسبات، لا سيما في درس التسهيل لابن جُزي، بأن البصريين يقولون: بتضمين الفعل معنى الفعل، وهذا أبلغ بلا شك، فدل على المُسارعة، ودل على الوقوع، يعني تضمين الفعل معنى الفعل يدل على معنيين، يعني: فيه تكثير للمعنى، والقرآن يُعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة، فهذا على كل حال يدل على أنهم يقعون فيه، وأيضًا انغماسهم فيه، فهم يستزيدون من أمر هم واقعون فيه، لكنهم يتزيدون منه، وربما يتعجلون إلى إظهاره، ومتى ما سنحت لهم الفرصة أذاعوه في الناس، وما إلى ذلك، إذًا: هم كفار، ولكنهم يستزيدون، إذا قلنا: هؤلاء أهل النفاق، ففي الظاهر هم مع المسلمين، لكنهم يتهافتون، لا سيما في أوقات الشدائد، ففي أُحد ظهرت منهم هذه المواقف والمقالات التي تدل على حالهم، وفي الخندق ظهرت منهم أيضًا هذه المقالات والأفعال القبيحة، يَا أَهْلَ يَثْرِبَ نسوا الاسم الإسلامي للمدينة النبوية، يَا أَهْلَ يَثْرِبَ رجعوا إلى الاسم الجاهلي الذي نُسي، لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا [الأحزاب:13] هكذا يدعوا الجميع: يا أهل يثرب، وهم أيضًا يتعللون بعِلل من أجل أن ينسلوا من أرض الرباط؛ لأن العدو أمامهم، وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ يقولون: هي عُرضة للسُراق والنهب، فليس عليها حماية، وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا [الأحزاب:13] هم يريدون الفرار من المشهد، فهذه أحوالهم، مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا [الأحزاب:12] يقولونها علنًا، وهذا كفر، يقولون: يعدنا بقصور كسرى وقيصر وقصور اليمن عندما ضرب النبي ﷺ الصخرة، كما في الحديث، فكبر وكبر أهل الخندق، فوعدهم النبي ﷺ بهذه الفتوح، فما الذي حصل؟ هؤلاء يقولون: الواحد منّا ما يستطيع أن يذهب لقضاء حاجته من الخوف، وهذا يعدنا بقصور كسرى وقيصر، ونحن محاصرون خائفون، وهذا يعدنا بهذه الفتوحات، لاحظ عمى البصائر، مع أن الذين شهدوا الخندق، شهد عدد منهم فتح تلك المدائن الثلاث جميعًا، من كان يخطر في باله التغلب على كسرى وقيصر وقصور اليمن، وهي ممالك قوية في ذلك الوقت، يقولها في وقت الشدة، فهذا -والله- هو اليقين، وهكذا ينبغي أن يكون أهل الإيمان، وقد ذكرت قولهم قبل ذلك في عدد من المناسبات، حينما رأوا الأحزاب: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22] فهذا هو اللائق بالمؤمن، في أوقات الشدائد يتميز هؤلاء من هؤلاء، وتظهر مخبآت النفوس، فالله -تبارك وتعالى- ينهى نبيه ﷺ على أن يحزن على هؤلاء، الذين يتجارَون في ضلالتهم وغوايتهم وكفرهم ونفاقهم، فهؤلاء إنما يضرون أنفسهم، وهذا خطاب لجميع الأمة في كل زمان ومكان، فهؤلاء الذين يحملون راية الحرب على هذا الدين، سواء كانوا من المنافقين، أو كانوا من الكافرين الصرحاء، لا تحزن عليهم، ولا تحزن على من يتساقط في أوقات الشدائد والفتن، أيًّا كان، ولو كان ممن ينتسب إلى العلم ظاهرًا، أو كان ينتسب إلى دعوة، أو ينتسب إلى صلاح في الظاهر، أو غير ذلك، ثم انتكس، فلا تحزن عليه، الله -تبارك وتعالى- يسوق هذه الشدائد ليتميز الخبيث من الطيب، فهؤلاء لولا هذه الشدائد التي قيضها الله وأرادها لم يتمحصوا ويتميزوا في الصف، فيبقى الصف مدخولاً بهؤلاء الغُرباء الدخلاء الضعفاء الذين فيهم ما فيهم من النفاق، الذي لم يتبين إلا بعد الشدة، فتمحصت نفوسهم وظهرت، إذًا: لا تأسف على مُنكسر ولا مُنثني ولا ساقط ولا منتكس، فهؤلاء كما قال الله -تبارك وتعالى-: وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُون [الأنفال:23] وكما قال في غزوة تبوك في سورة براءة (المُقشقشة): لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ضعفًا، ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ [التوبة:47] إذًا تأسف عليهم لماذا؟! الله أراحك منهم، فلا تأسف عليهم، ولا تحزن على مثل هؤلاء، وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ [التوبة:46] كره الله انبعاثهم عن علم، فلا يؤسف على منحرف ومتراجع ومنتكس، فالله -تبارك وتعالى- ينفي عن الصف المؤمن الخبث، هي هكذا فقط، ليس لها أي معنى آخر، تنظيف وتطهير للصف المؤمن من الخبث، وانظروا إلى قصة طالوت كيف تساقط هؤلاء متتابعين مرة بعد مرة، إلى أن واجهوا جالوت، فقال قائلون كثير: لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ [البقرة:249] فهناك من يتساقط عند الشهوة: إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ [البقرة:249] وهي هنا: الشُرب منه، وهناك من يتساقط عند شهوة أخرى، وهي المال والعظمة والسلطة، ونحو ذلك، وهناك من يتساقط عند الشدة؛ ولما برزوا لجالوت وجنوده عندها قالوا: لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ [البقرة:249] فبقي القلة، حتى قيل: إن الذين بقوا معه هم عدد أصحاب بدر: ثلاثمائة وأربعة عشر فقط، ومعهم داود ، فقتل جالوت، وانتصروا، وآتاه الله الملك والحكم والنبوة، وفضله ذلك التفضيل.
هذا ما يتعلق بصدر هذه الآية.
وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين.
اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
- أمراض القلوب وشفاؤها (ص:42).
- الزهد لأحمد بن حنبل (ص:209).