الأحد 19 / شوّال / 1445 - 28 / أبريل 2024
(200) قوله تعالى: {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ...} الآية 179
تاريخ النشر: ٠٨ / شعبان / ١٤٣٨
التحميل: 381
مرات الإستماع: 735

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

لما ذكر الله -تبارك وتعالى- في هذا السياق الطويل الذي يتصل بوقعة أُحد ذكر حال هؤلاء الكفار الذين اشتروا الكفر بالإيمان، وأنهم لن يضروه شيئا، وذكر حكمته البالغة في ذلك، وهو أنه يريد ألا يجعل لهم حظًا في الآخرة، وأن ما يُعطيهم في هذه الحياة الدنيا، وما يكون من مد في الأعمال أن ذلك من قبيل الإملاء الذي هو كيد لهؤلاء ليزدادوا إثما.

ثم قال الله -تبارك وتعالى- مُبينًا حكمته في الابتلاء، وأن ذلك واقع لا محاله: مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم [آل عمران:179].

مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ، يعني: ما كان الله ليدعكم معاشر المنتسبين إلى الإيمان، معاشر المؤمنين مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ ليدعهم على ما هم عليه بحيث يلتبس المؤمن الصادق مع غيره من المنافقين.

حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ يتميز أهل النفاق عن أهل الإيمان، فيظهر ما كان خافيًا، وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ما كان -تبارك وتعالى- ليُطلع المؤمنين على غيبه، وعلمه السابق الذي علمه من عباده، ولكن الله -تبارك وتعالى- قد يُطلع أنبياءه -عليهم الصلاة والسلام- بوحيه على بعض المغيبات، فكان هذا الابتلاء الذي يجري مُبينًا لأحوال كانت مستورة، خافية على الناس، تبدوا لهم بمثل هذا الامتحان، فيتميز هذا من هذا دون أن يُطلع الله عباده، وخلقه على غيبه بأن هذا منافق، وأن هذا صادق، وأن هذا كاذب، وأن هذا على شك وريب، وما إلى ذلك، لكنها المِحن والابتلاءات التي تظهر بسببها المخبآت، وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فيُطلع هؤلاء على ما شاء من غيبه، فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم.

يؤخذ من هذه الآية الكريمة من المعاني والهدايات مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ ما كان الله ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين، ولكن يُميز هؤلاء من هؤلاء بما يسوقه من الابتلاء، فيظهر ذلك في الأقوال والأفعال مما يُنبأ عن الإيمان الصادق الثابت، أو النفاق والكفر الباطن، وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ على ما في القلوب، ومُخبآت النفوس، إذًا: هذا التمايز لا يحصل إلا بالشدائد والابتلاء، أما حال الدعة والرخاء فإن ذلك يكون فيه الحال مختلطًا، وذلك لو كان النصر مع أهل الإيمان دائمًا فإنه سيدخل معهم ممن ليس منهم، ولا يمكن أن يتميز هؤلاء، ولكن حينما تأتي الشدة يظهر من كان مخلصًا ومن كان إيمانه مدخولاً، فهذه حكمة بالغة في تقدير الله الشدائد.

ومن ثَم فإن من حِكم التكليف إظهار أهل الصدق من أهل الكذب حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ كذلك يعني هذا التكليف فيه مشقة، فيظهر من ينهض لطاعة الله ، ومن يقعُد عنها، كذلك أيضًا حينما يحصل الابتلاء بغير ذلك مما يقع من المصائب، والأمور التي يحصل بها مُصيبة على الناس، وشدة عليهم.

كذلك أيضًا في قوله -تبارك وتعالى-: مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ، أولاً: هذا الأسلوب مَّا كَانَ اللّهُ يدل على الامتناع، ثم دخلت هذه اللام قد تكون متعلقة بالخبر المُقدر لكان مَّا كَانَ، أي: ما كان الله مُريدًا، مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ، ما كان الله مُريدًا لأن يذر المؤمنين، ويكون بذلك مُبالغة حيث توجه النفي إلى إرادة الفعل، ما كان الله مُريدًا، ويمكن أن تكون هذه اللام مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ يمكن أن تكون دخلت لتوكيد الكلام وتقويته لتأكيد النفي، مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ، وكأن هذا أوضح، -والله تعالى أعلم- مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ يعني: ما كان الله تاركًا المؤمنين حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، فلا بد من هذه الميزة، ولابد من هذا الأمر أن يظهر وينكشف.

وكذلك أيضًا فإن قوله -تبارك وتعالى-: مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ ما قال: ما كان الله ليذركم على ما أنتم عليه، لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ فأظهر وصف الإيمان في موضع يصح فيه الإضمار، يعني: ما كان الله ليذركم، فقال: لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ فهذا له دلالة حيث أن ذكر الإيمان يدل على أن ذلك صار صفة ثابتة لهم، وهذا يدل على تشريف وتكريم وتعظيم لأهل الإيمان.

مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ حتى يفضح المُبطل وإن طال ستره، فيكون ذلك إما بالتكاليف الشاقة التي لا يصبر عليها إلا أهل الصدق واليقين والإخلاص، وكذلك أيضًا يكون كما سبق بأمور موجعة تنزل بالناس من الشدائد والمصائب.

ثم أيضًا تأمل قوله -تبارك وتعالى-: حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ فهذا أيضًا فيه مُبالغة بالنفي، فحتى هنا جاءت بعد "ما كان" فما كان تدل على الامتناع حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ فهذا ما يُسمى بنفي الجحود، وحتى هذه يقولون: بأنها تدل على تنهية الاستحالة، يعني: أن ذلك لا يُمكن أن يكون بحال من الأحوال، ويكون حصول ذلك يعني الترك من قبيل المُستحيل، فإذا غيّاه المُتكلم بغاية "حتى" كانت تلك الغاية كما يقولون غاية للاستحالة التي أفادها الجحود.

مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ تقول: ما كان لزيد، ما كان زيد ليفعل كذا حتى يحصل كذا، فهذا ليس المقصود به أنها غاية للنفي، أنه إذا تحقق هذا المُغيب بحتى وقع خلاف ذلك، لا، وإنما هذا لتنهيه النفي أنه غير مُتناهٍ، أنه لا يكون ذلك بحال من الأحوال حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ.

إذًا: هذا يدل على أن ترك الناس هكذا من غير ابتلاء، ولا امتحان أمر مُمتنع، فإذا تيقن المؤمن ذلك، فإن عليه في هذه الحالة أن يوطن نفسه على الصبر، الصبر على العبادات الشاقة، الصبر على طاعة الله، الصبر عن معصيته، الصبر على أقداره المؤلمة، كل ذلك يجري على الناس.

فالصبر على الطاعات كما تشاهدون من أحوالنا نجد التثاقل عن العبادات والطاعات التي دعانا الله إليها، ابدأ بالصلاة، والتأخر والتكاسل، وتفويت الجماعات والجُمع، وكذلك أيضًا النوم عن الصلوات لاسيما صلاة الفجر وصلاة العصر يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون[1].

فإذا كان الإنسان نائمًا في هذين الوقتين عن هاتين الصلاتين، فما حاله؟ أتيناه وهو نائم، وتركناه وهو نائم، هذا ماذا يرجوا؟ وماذا ينتظر؟ وماذا يكون حصاد هذا النوم إذا لقي الله -تبارك وتعالى-؟

ثم أيضًا هذه الأمور المُحرمة، والجراءة عليها، وتيسر تحصيلها مما يبتلي الله به عباده، وفي هذا العصر أصبحت هذه الأمور ميسورة، قريبة من كل أحد، لا يمنعه من ذلك مانع إلا مراقبة الله وحده، تذكر نظر الرب -تبارك وتعالى- إليه فقط؛ لأن عبر هذا الجهاز الذي في يد كل أحد من الرجال والنساء والصغار والكبار يستطيع أن يطوف فيما أراد، وأن ينظر، بل يصل إليه ذلك من غير تطلب، تستعرض له الفتنة كما قال الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ [المائدة:94]، هناك في الصيد، لكن هنا أيضًا حينما تكون هذه الفتن قريبة في متناول اليد، ليس بينه وبينها إلا ضغطة بأنملته.

فمثل هذا لا شك أنه ابتلاء، فهنا يظهر الإيمان الصادق، يظهر الخوف من الله -تبارك وتعالى-، يظهر التعظيم، يظهر الحياء من الرب المالك المعبود ، وتظهر أيضًا أحوال أخرى ممن إذا خلا بمحارم الله انتهكها، فلا حياء من الله، ولا خوف ولا مراقبة.

فهذا كله أيها الأحبة! مما يبتلي الله به عباده، فيظهر أهل الصبر والثبات والإيمان الراسخ الذي لا تُحركه هذه الرياح العاتية، فهو راسخ رسوخ الجبال، ويظهر الضعف والتلاشي أمام الشهوات حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ.

وكذلك في المصائب والشدائد، تُصيب الناس الشدائد والأنواء في أنفسهم، وفي أموالهم، وفي أولادهم، وتصيبهم في أحبابهم، وما إلى ذلك، فهنا يأتي دور الصبر والرضا واليقين؛ لأن ذلك لا بد منه، فالناس يُقلبون في هذه الحياة الدنيا بين هذه الأمور، ولا بد.

فإذا كان الإنسان إذا لاحت له شهوة لم يتوانَ، وأسرع إليها، وإذا لاح له طمع أقبل عليه، وإذا نزل به مصيبة جزع وانكسر، فأين الإيمان، وأين اليقين، وأين الصدق، وأين الثبات حتى يميز الخبيث من الطيب، ولاحظ هذين الوصفين المُتقابلين؛ فينبغي على العبد أن يختار.

 الواقع أن سلوكنا العملي الواقعي في الخارج هو الذي يميز الناس، فيكون بعضهم من أهل هذا الوصف وبعضهم من ذوي الوصف الآخر، فيختار الإنسان لنفسه بحسب ما يكون عليه من الحال والعمل والامتثال.

وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ لاحظ "ليُطلعكم على الغيب" أظهر اسم الجلالة مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ فإظهار هذا الاسم في موقع يصح فيه الإضمار، ما قال: وما كان ليُطلعكم على الغيب، وذلك لتربية المهابة، وذلك يُفيد التعظيم، وهذا موقع يُحتاج فيه لمثل ذلك.

وكذلك أيضًا ختم هذه الآية فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ، يعني: حققوا الإيمان الصحيح الذي يجعلكم في كفة وفئة الطيبين؛ فتتميزون، وهذه الفتن -كما هو معروف- يُقال في أصله: لوضع المعدن على النار، وضع الذهب أو الفضة، فيظهر خالصه من زيفه وشوبه، فيتخلص من جميع ما يعلق به، فهكذا حينما يُفتن الناس يحصل التمييز، فيعود بعضهم ذهبًا خالصًا، ويعود بعضهم فحمًا وشوبًا وزيفًا ليس تحته شيء.

وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم فهذا فيه بيان مِنة الله على عباده من جهة أنه هداهم إلى العمل، ودلهم عليه، ووفقهم إلى سلوكه والقيام به، ومع ذلك يُثيبهم، ويُسميه أجرًا كما ذكرنا في بعض المناسبات.

وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم، وهذا يدل أيضًا على أن الإيمان لابد معه من عمل وتقوى لله -تبارك وتعالى-، فبعض الناس يدعي لنفسه الإيمان ويُزكي نفسه، ويقول التقوى هاهنا، نعم التقوى هاهنا أشار النبي ﷺ إلى صدره، لكن التقوى تكون لها ترجمة واقعية في الخارج، أما تقوى لا تظهر في سلوك الإنسان، وإنما يظهر أضدادها، فهذه التقوى غير حقيقية، ولا وجود لها؛ لأنها لو وجدت لحجزته عن مساخط الله -تبارك وتعالى-.  

وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم فمن أراد الأجر العظيم؛ فعليه أن يُحقق الإيمان والتقوى، والمسألة -أيها الأحبة!- ليست بالدعاوى، لابد من إيمان وتقوى، وهذه التقوى لا تكون إلا بفعل مراضيه، واجتناب مساخطه.

وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ، ثم قال: فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم نكر الأجر هنا، والتنكير يدل على عِظمه، ثم وصفه أيضًا بالعظيم، فذلك أبلغ في بيان هذا المعنى فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم، وإذا قال الله : فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم فلا تسأل بعد ذلك عن عِظم هذا الأجر؛ لأن الذي وصفه بذلك هو العظيم الأعظم.

إذًا: من أراد الأجر العظيم؛ فعليه أن يتحقق بالإيمان والتقوى وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم، وكما ذكرنا من قبل بأن الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه، فيكون للإنسان من الأجر بحسب ما يُحقق من الإيمان والتقوى.

هذا، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالقرآن العظيم، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.

  1. أخرجه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، برقم (555)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر، والمحافظة عليهما، برقم (632).

مواد ذات صلة