الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
[70] قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ..} إلى قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}
تاريخ النشر: ٢٥ / ذو القعدة / ١٤٣٦
التحميل: 3915
مرات الإستماع: 1997

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

يقول الله -تبارك وتعالى- في جملة ما ذكره في خبر بني إسرائيل وما رد عليهم به وطالبهم: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [سورة البقرة:97] قل لهم يا رسول الله حين قالوا: بأن جبريل هو عدوهم من الملائكة، وذلك أنهم سألوا النبي ﷺ عمن يأتيه بالوحي؟ فلما أخبرهم أنه جبريل، ذكروا أنه عدوهم، فأنزل الله هذه الآية: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فإنه نزل القرآن على قلبك بإذن الله مصدقًا لما سبقه من الكتب لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يعني: ما مضى من الكتب وتقدمه، وهاديًا إلى الحق ومبشرًا للمؤمنين بكل ما يسرهم في الدنيا والآخرة.

يؤخذ من قوله -تبارك وتعالى: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ إنزال القرآن على قلب النبي ﷺ يدل على أنه قد وعاه -عليه الصلاة والسلام- وعيًا تامًا نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ وجاء بـ(إن) الدالة على التوكيد ليؤكد هذا الخبر، فلا يتطرق شك إلى القرآن، فقد وعاه قلب رسول الله ﷺ فإن ما كان واصلاً إلى القلب نافذًا فيه، فإنه يكون في حرز منيع.

ثم إن قوله -تبارك وتعالى: فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ نزل ماذا؟ نزل القرآن، والقرآن لم يسبق له ذكر، ومع ذلك جاء مكنىً عنه بالضمير، وهذا لأنه كالمعلوم فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ فهذا فيه إشعار بفخامته فَإِنَّهُ ما قال: فإن جبريل نزل القرآن على قلبك، وإنما قال: فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ يعني نزل القرآن، فأضمر في موضع الإظهار، والإضمار في موضع الإظهار، يعني المكان الذي يتوقع فيه أن يؤتى بالاسم ظاهرًا، فجاء بالضمير هذا يكون لمعنىً في البلاغة فيمكن أن يفهم من هذا والله تعالى أعلم: بيان فخامة القرآن، وكذلك الضمير العائد إلى جبريل، ما قال: فإن جبريل نزله على قلبك، وإنما قال: فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ مع أن قوله: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ جبريل مذكور قبله، فأعاد الضمير إلى مذكور هنا، لكن هنا يمكن أن يقول أن يظهره فيقول: قل من كان عدوًا لجبريل فإن جبريل قد نزله على قلبك، فجاء بالضمير هنا، وذلك أيضًا أبلغ في تفخيم أمر جبريل فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ مثل هذه القضايا يكون تذوقها بحسب ما يكون لدى الإنسان من الذوق البلاغي.

ثم كذلك أيضًا في قوله -تبارك وتعالى: فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ خص القلب هنا؛ لأنه موضع العقل والعلم، فإن هذه القلوب أوعية بها يوعى العلم، ولا يقال: بأن ذلك يكون في الدماغ، وإنما العقل في القلب كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وجبريل نزل بالوحي على قلب النبي ﷺ وليس على دماغه، ولكن كما قال بعض أهل العلم بأن العقل في القلب وله اتصال في الدماغ؛ لأن ما يؤثر على الدماغ يؤثر على العقل كما هو مشاهد، لكن القلب هو مبعث الإرادات ومستقر الإيمان، وهو وعاء العلم والإدراك والمعرفة والمحبة والكراهية، وما إلى ذلك من المعاني والأعمال القلبية.

مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يعني: القرآن هو مصدق للكتب أنها من عند الله، وكذلك أيضًا هو مصدق لما في مضامينها من دعائها إلى الإيمان، وما ذكر فيها من أصول الإيمان، وهو مصدق لها أيضًا باعتبار أنه جاء كما وصفت، كالوصف الذي جاء في تلك الكتب فهو مصدق لها، مصدق لما بين يديه من هذه الكتب.

وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين هدى ما قال: وهاديًا ومبشرًا، فجاء بالمصدر وَهُدًى ولم يأتِ باسم الفاعل (هاديًا) وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين في الموضعين، فهذا على سبيل المبالغة، كأنه لما حصل به الهدى والبشرى جعل نفس الهدى والبشرى، وحصل بهذا القرآن الهدى والبشرى، فيه آيات تبشر المؤمنين، وفيه الهدايات المتنوعة، فلما كان متضمنًا لذلك جعل كأنه هو نفس البشرى وكأنه نفس الهدى، هو هدى وهو بشرى، أو على حذف مضاف أي: ذا هدى وذا بشرى، والأصل عدم التقدير.

ولاحظ أنه قدم الهدى على البشرى وَهُدًى وَبُشْرَى لأن الهدى متقدمة، إنما تكون البشرى لمن حصل الهدى واتصف به وتحقق به وَهُدًى وَبُشْرَى فذلك لا يكون إلا للمؤمنين المهتدين أعني البشرى.

ثم خاطبهم فقال: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [سورة البقرة:98] من عادى الله وملائكته ورسله من الملائكة، أو البشر لاسيما هؤلاء الكبار من الملائكة -عليهم السلام: جبريل وميكال، حيث إن هؤلاء اليهود عادوا جبريل وقالوا: بأن ميكال هو وليهم، فأعلمهم الله -تبارك وتعالى- أن من عادى أحدًا من هؤلاء الملائكة الكرام فقد عادى الآخر وعادى الله أيضًا فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِين الكافرين به أو برسله أو بملائكته، الكافرين بكتبه، ومنها هذا القرآن، فإن من عادى وليًا لله -تبارك وتعالى- فقد عادى الله، وهؤلاء يعادون جبريل ومن عادى الله فإن الله عدو له، ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة.

إذا كان معاداة أولياء الله من غير الرسل ومن غير الملائكة من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب... الله كما في الحديث القدسي يذكر أنه ما تقرب إليه العبد بشيء أحب إليه مما افترضه عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه[1].

ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فهذا الذي أحبه الله -تبارك وتعالى- يكون وليًا له أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة يونس:62] من هم؟ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [سورة يونس:63] فهؤلاء هم الذين قال الله فيهم في الحديث القدسي: من عادى لي وليًا فقد آذنته يعني: أعلنته أعلمته بالحرب، وإذا أعلم الله عبدًا بالحرب فما حاله وما مآله؟ نحن كما الإمام أحمد - رحمه الله: "نعيش في ستر الله ".

نحن ضعفاء مساكين، يتبين لنا ضعفنا صباح مساء في أشياء كثيرة، يتبين لنا عجزنا وفقرنا إلى الله وإلى ألطافه وما نحن من غير ذلك؟ واللهِ لا شيء، فإذا آذن الله عبدًا بالحرب فإلى أي شيء يصير؟ فهذه قضية توجب الحذر، فيحذر الإنسان أن يعادي أولياء الله -تبارك وتعالى- سواء كان هؤلاء من الملائكة الكرام، أو من الرسل - عليهم الصلاة والسلام - أو كان هؤلاء من أهل الإيمان، والإنسان لا يدري فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره، ليست قيمة الإنسان بكثرة أمواله، ولا بفخامة داره أو مركبه، وليس ذلك برتبته، وإنما ذلك بإيمانه وتقواه، وهي قضية إنما يطلع عليها الله .

يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [سورة يوسف:20] هذا قدره عندهم، لكن قدره عند الله يختلف عن هذا تمامًا، فالمعيار والمقياس ليس بأرصدتنا وأموالنا، وليس ببزتنا وثيابنا، وليس ذلك بشيء مما يتكاثر به الناس غير الإيمان والعمل الصالح، التقوى لله -جل جلاله وتقدست أسماؤه.

وتأمل قوله -تبارك وتعالى: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ لاحظ جاء بالاسم الكريم، ابتدأ باسمه، اليهود عادوا جبريل كما زعموا فابتدأ بذكر اسمه الكريم ظاهرًا مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ فهذا تفخيم لشأن هؤلاء الملائكة الكرام والرسل العظام -عليهم السلام- ففيه إيذان بأن عداوتهم إنما هي عداوة لله هي القضية هكذا، ولذلك انظروا إلى الذين استهزأوا بالقراء في غزوة تبوك حينما قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، القراء في ذلك الوقت يطلق على طلبة العلم، ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا وأجبن عند اللقاء، ماذا نزل؟ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ [سورة التوبة:65][2].

كنا نمزح، نقطع الطريق الطويل طريق تبوك نمزح، فيذكرون ذلك على سبيل التندر والمزاح في زعمهم، انظر إلى الرد قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [سورة التوبة:65، 66] لاحظ هؤلاء قالوا تكلموا في القرآن، فجاءت الآية أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ فالأمر خطير، وما الذي يحمل العبد ليكون في شق يستهزئ ويسخر من أهل الإيمان، ومن أهل العلم، ومن أهل الصلاح والتقوى، ومن عمار المساجد، ومن أهل البذل والإنفاق والصلاح والإصلاح، لماذا يجعل نفسه دائمًا في هذه الكفة فيوجه إليهم سهامه نقدًا، وقدحًا، وعيبًا، وتجريحًا، وتشكيكًا ولمزًا وغمزًا؟ ما حاجة الإنسان لمثل هذا؟

هو الذي يخسر، هم لا يخسرون شيئًا؛ لأنه كما قال الله في سورة النور: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ [سورة النور:26] فهذا الذي قاله الله فسره كبير المفسرين ابن جرير بأن الخبيثات من القول للخبيثين من الناس، فإذا قيلت بهم فهي تصدق عليهم، وإذا صدرت عنهم صدرت منهم، يعني فهم مظنتها وأهلها، الشيء لا يستغرب من معدنه، وإذا وجهت إلى غيرهم من أهل الصلاح ما ضرتهم. هذا كلام ابن جرير[3] قال: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ [سورة النور:26] فحمله على الكلمات وهو يشمل الكلمات والأوصاف والذوات في الواقع، والله أعلم.

على كل حال، على العبد أن ينظر في موضع قدميه، وفيما يصدر عنه، فهؤلاء اليهود عادوا جبريل فجاءت الآية: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وجاء بجميع الملائكة مَلائِكَتِهِ؛ لأن ملائكة جمع مضاف إلى معرفة، وهذا يفيد العموم كل الملائكة وَرُسُلِهِ وهذا يفيد العموم يعني جميع الرسل، فهذا يدل على أن من عادى واحدًا من هؤلاء الرسل الكرام أو الملائكة العظام -عليهم الصلاة والسلام- فهو معادٍ لله وهو معادٍ لجميع الملائكة ولجميع الرسل.

وقدم الملائكة هنا على الرسل كما قدم ذكر اسمه الكريم على الجميع؛ لأن اسمه لا يتقدمه شيء، وعداوة الرسل وعداوة الملائكة تكون عداوة لله لأن الله هو الذي أرسل هؤلاء الملائكة، وهو الذي أرسل هؤلاء الرسل.

وأخر الرسل بعد ال ملائكة باعتبار أن الملائكة هم الذين يأتون إلى الرسل من البشر بالوحي، فإن الرسول البشري يأتيه الرسول الملائكي، فهؤلاء عادوا رسول الله ﷺ وردوا دعوته بحجة أن الرسول الملائكي الذي يأتيه بالوحي هو جبريل يقولون له: من صاحبك؟ وكأنه يأتي إلى أنبيائهم بالوحي غير جبريل الواقع أن جبريل هو الموكل بالوحي، فالذي كان يأتي إلى موسى وعيسى وسائر الأنبياء الكرام -عليهم صلوات الله وسلامه- هو جبريل فعليهم إذًا أن يكفروا بكل أنبيائهم وبكل كتبهم ورسالاتهم.

وتأمل قوله -تبارك وتعالى: وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ الملائكة تشمل جبريل وميكال -عليهما السلام- لكنه خصهما بالذكر لعظمهما عند الله، لتشريفهما، فإن ذكر الخاص بعد العام يدل على شرفه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى -والله أعلم- أن هؤلاء اليهود تكلموا في هذين الاثنين من الملائكة، فزعموا أن جبريل هو عدوهم، يعني: هو الذي يأتي بالعذاب، وأن ميكال هو وليهم؛ لأنه الموكل بالأرزاق، فقال الله مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فالذي يعادي جبريل يعادي ميكال -عليهما السلام- والذي يعادي جبريل أو ميكال أو يعاديهما فالواقع أنه معادٍ لجميع الملائكة الكرام -عليهم صلوات الله وسلامه- وهذا معروف عند أهل البلاغة، يسمونه التجريد، أو عطف الخاص على العام، فإذا ذكر الخاص بعد العام يدل على مزية، على منزلة على مكانة، ولهذا تجد أن الله يذكر بعض العبادات حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [سورة البقرة:238] فالصلوات تشمل الصلاة الوسطى التي هي على الأرجح صلاة العصر، ولكنه خصها بالذكر لأهميتها لشرفها لعظمها.

وهكذا أيضًا يمكن أن يقال غير ذلك من الأوجه البلاغية، وكذلك أيضًا تأمل قوله -تبارك وتعالى: فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِين فهنا وضع الظاهر في موضع المضمر في موضعين فَإِنَّ اللَّهَ ما قال: فإنه عدو لهم، وإنما قال: لِلْكَافِرِين فأظهر ذلك فَإِنَّ اللَّهَ ما قال: فإني عدو للكافرين؛ من أجل أن ذلك فيه تربية على المهابة، فهذا يحمل العباد على الخوف والامتثال لأمره -تبارك وتعالى.

وكذلك في قوله: فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِين ما قال: عدو لهم، للدلالة على أنه تعالى عاداهم بسبب كفرهم، وليشمل هؤلاء اليهود ويشمل غيرهم، يعني: ليست عداوته -تبارك وتعالى- لليهود خاصة، أو للذين قالوا: بأن جبريل هو عدوهم، وإنما هو عدو للكافرين لكل الكافرين، فيشمل من وقع في هذا النوع من الكفر، ويشمل غيره، وأيضًا للدلالة على أن عداوة الملائكة والرسل كفر، يعني هنا يبين العلة لماذا عاداهم؟ لأنهم وقعوا في الكفر، وأن هذا الفعل من عداوة الرسل والملائكة أيضًا أنه كفر، وليشمل كل كافر، يعني إفادة التعميم، والله تعالى أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. 

  1.  أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع، رقم: (6502). 
  2.  تفسير ابن أبي حاتم (6/ 1829). 
  3.  تفسير الطبري (19/ 144). 

مواد ذات صلة