الجمعة 17 / شوّال / 1445 - 26 / أبريل 2024
[2] من قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً} الآية 14 إلى قوله تعالى: {وَمَن لّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} الآية 20.
تاريخ النشر: ٠٢ / ذو القعدة / ١٤٢٨
التحميل: 2819
مرات الإستماع: 2249

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المصنف -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى:

وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ [سورة الحجر:13] أي: قد عُلم ما فعل تعالى بمن كذب رسله من الهلاك والدمار، وكيف أنجى الله الأنبياء وأتباعهم في الدنيا والآخرة.

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ ۝ لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ [سورة الحجر:14، 15].

يخبر تعالى عن قوّة كفرهم وعنادهم ومكابرتهم للحق أنه لو فتح لهم باباً من السماء فجعلوا يصعدون فيه لما صدقوا بذلك، بل قالوا: إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا، قال مجاهد وابن كثير والضحاك: سُدت أبصارنا، وقال قتادة عن ابن عباس -ا: أُخذت أبصارنا، وقال العوفي عن ابن عباس: شبه علينا وإنما سحرنا. وقال ابن زيد: سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا، السكران الذي لا يعقل.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقوله -تبارك وتعالى: لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ، الحافظ ابن كثير -رحمه الله- حمله على معنى الهلاك الذي يحل بالمكذبين، فعل الله بهؤلاء كما فعل بمن قبلهم، أو أنه يجري عليهم ما يجري على من قبلهم، وهذا معنىً له نظائر في القرآن، ومن أهل العلم من قال: وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ يعني: في أن سلَكَ الكفر والضلال في قلوبهم.

لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ، فالأولون كلما جاءهم رسول كذبوه، وقالوا: ساحر أو مجنون، ومن أهل العلم كالحافظ ابن القيم -رحمه الله- من جمع بين المعنيين، وقال: وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أي: دأبهم وعادتهم في تكذيب أنبيائهم، وما يفعله الله -تبارك وتعالى- بهم من الإهلاك.

يقول: وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ ۝ لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا، الحافظ ابن كثير -رحمه الله- هنا يقول: ”يخبر عن قوة كفرهم وعنادهم ومكابرتهم للحق“، هؤلاء الذين يكابرون لا يؤمنون مهما رأوا من الآيات، وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ، ظلوا يصعدون إلى السماء لما آمنوا، فسيقولون مكابرة: إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا.

وبعض السلف يقول: فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ يعني: الملائكة، فيكون الضمير قد عاد إلى غير مذكور، لكنه قد يفهم باعتبار أن الملائكة هم الذين يصعدون، والسماوات لها أبواب، فلو رأوا الملائكة تصعد إلى السماء فإنهم لا يؤمنون، لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا على القراءتين المتواترتين، لَقَالُواْ إِنّمَا سُكِّرِت، وإِنّمَا سُكِرَتْ، وبعضهم يقول: إن القراءتين بمعنىً واحد، والحافظ ابن كثير -رحمه الله- جاء بأقوال السلف، فمنهم من يقول: سُدت أو أخذت.

ومنهم من يقول: سحرنا، وذكر بعضهم السكر، سُكِرَت وسُكِّرَت، بحيث صاروا لا يرون، أخذت منهم الأبصار، أو سدت، فإنهم سيكابرون غاية المكابرة، ويقولون -لو صعدوا: سحرنا محمد، كما أنهم لما رأوا القمر قد انشق قالوا أيضاً: سحرنا، هذان معنيان ذكرهما السلف.

وأما ما يَذكره بعضُ من يتكلم على الإعجاز من أن المقصود بالآية أنهم يصيرون إلى ظلمة بعد مفارقة الغلاف الجوي فهذا غير مراد، ولم يقل به أحد من السلف، والقرآن إنما يخاطب الناس بما يفهمون وما يعهدون، ولا يخاطبهم بشيء لا يخطر لهم على بال، ولا يدور في خيال.

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ ۝ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ ۝ إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ ۝ وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ شَيْءٍ مّوْزُونٍ ۝ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ [سورة الحجر:16-20].

يذكر تعالى خلقه السماء في ارتفاعها وما زينها به من الكواكب الثوابت والسيارات، لمن تأمل وكرر النظر فيما يرى من العجائب والآيات الباهرات، ما يحار نظره فيه، ولهذا قال مجاهد وقتادة: البروج ههنا هي الكواكب. قلت: وهذا كقوله -تبارك وتعالى: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا [سورة الفرقان:61] الآية.

وقال عطية العوفي: البروج ههنا هي قصور الحرس. وجعل الشهب حرساً لها من مردة الشياطين؛ لئلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى، فمن تمرد وتقدم منهم لاستراق السمع جاءه شهاب مبين فأتلفه، فربما يكون قد ألقى الكلمة التي سمعها قبل أن يدركه الشهاب إلى الذي هو دونه فيأخذها الآخر ويأتي بها إلى وليه، كما جاء مصرحاً به في الصحيح.

قوله: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً أصل مادة البروج يدل على الظهور والانكشاف، ومنه يقال: البرج؛ لظهوره وانكشافه، ومنه قيل للمرأة التي تمشي في وسط الطريق أو بين الرجال أو تظهر محاسنها، قيل لها: متبرجة، فالبروج فسره بعض أهل العلم بالكواكب السيارة، وبعضهم فسره بالمنازل، منازل الشمس والقمر والنجوم السيارة، وهي اثنتا عشرة منزلة معروفة، هي الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، إلى آخر ما تعرفون.

وبعضهم قال: هذا هو المراد، ونقل عن عطية العوفي: البروج هي قصور الحرس، ربما يقصد بذلك أن معناها اللغوي يطلق على قصور الحرس، أو الأماكن التي تكون للحرس، ولا يُفهم من القصر ما نفهم منه اليوم، فهم لا يقصدون به هذا، القصر اليوم نحن نطلقه على البناء الكبير، والمسكن الكبير، والقصر في لغة المتقدمين يطلقونه على البناء الذي يكون من الحجارة، سواء كان صغيراً أو كبيراً، فيقال له: برج، هذا تفسير له بالمعنى اللغوي، ولعله يقصد التفسير بالمعنى اللغوي؛ ليبيّن أن هذه الشهب هي بمنزلة تلك البروج التي يحرس فيها المكان، فهذه الشهب حراسة للسماء، يقول: وجعل الشهب حرساً لها من مردة الشياطين؛ لئلا يسمعوا للملأ الأعلى، فمن تمرد وتقدم منهم لاستراق السمع جاءه شهاب مبين فأتلفه.

قال: وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ ۝ إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ، يمكن أن يكون الاستثناء منقطعاً، بمعنى ”لكن“، أي لكن من استمع، يعني حُفظت من كل شيطان رجيم، والشيطان: كل عاتٍ متمردٍ فهو شيطان، من شَطَنَ أي: بَعُدَ، أو من شاط يشيط كما يقول بعضهم: شاط يشيط إذا عتى وتمرد، فكل عاتٍ متمرد عند العرب من الإنس والجن وغيره شيطان كما قال النبي ﷺ: الكلب الأسود شيطان[1].

أيام يدعونني الشيطانَ من غزل وكن يهوينني إذ كنت شيطانًا

  و:

أيما شاطنٍ عتاه عكاه ثم يلقى في القيد والأكبال

هذا مدح لسليمان -عليه الصلاة والسلام، ويقول: إنه كان يقيد هؤلاء المردة والشياطين، كما قال الله : وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ [سورة ص:38]، فمن استرق السمع فإنه يرمى بهذه الشهب، شِهَابٌ مّبِينٌ يمكن أن يكون المبين بمعنى بيّن ظاهر للأبصار، يُرى ويشاهد هذا الشهاب كما نشاهده، ويمكن أن يكون المراد شِهَابٌ مّبِينٌ أي: ظاهر أثره فيمن وقع عليه، فيقتله، أو يحرقه، أو يخبّله، أو نحو ذلك.

والعلماء مختلفون في هذه الشهب، هل تقتل هؤلاء الشياطين أو أنها تصيبهم بشيء من الحرق، أو نحو ذلك لكنها لا تقتلهم، فيلقي لمن بعده وهكذا حتى يصل إلى الكاهن ما يتلقونه؟ جاء في حديث عن عائشة -ا- عن النبي ﷺ ما يدل على أن الملائكة تنزل في العنان، يعني في السحاب، وأن مسترق السمع يخطف الكلمة عندما يتحدثون بالشيء من أمر الوحي أو من أمر السماء، فيخطفها مسترق السمع، قال الله : وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ ۝ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ ۝ إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ

يحتمل أن يكون المقصود بالسماء السقف المرفوع، وأن الشياطين يصلون إلى هناك، ثم بعدُ يرمون بالشهب، ويحتمل أن يكون المراد مطلق العلو، فالعرب تطلق السماء على ما علا وارتفع، فسماء الدار سقفها، والسحاب سماء، والله يقول: وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء [سورة المؤمنون:18] يعني: من السحاب، فيحتمل أنهم يصعدون إلى ناحية السحاب ويخطفون السمع، ويحتمل أنهم يصلون إلى ما هو أعلى من ذلك، فيرمون بهذه الشهب، فذكر الله : وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ زيناها بالنجوم والكواكب، وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ ۝ إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ.

وبعض أهل العلم يجزم ويقول بأن هذه الشهب لا تقتلهم، وليس عليه دليل، وكون هؤلاء قد يخطفون الكلمة وتصل يُفهِم أنه قد لا تصيبهم الشهب، وقد تصيبهم ولا تقتلهم، لكن الجزم هكذا دائمًا بأنها تصيبهم ولا تقتلهم هذا يحتاج إلى دليل، والله أعلم.

كما روى البخاري في تفسير هذه الآية عن أبي هريرة يبلُغُ به النبي ﷺ قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنه سلسلة على صفوان[2]، قال عليٌّ وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك، فإذا فُزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: للذي قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر -ووصف سفيان بيده، وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض- فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض، وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة فيصدَّق، فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا، فوجدناه حقًا؟ للكلمة التي سُمعت من السماء.

يقول بعض أهل العلم كابن قتيبة وابن القيم: الناس يتعلقون بالمرة الواحدة التي يجدونها موافقة للواقع وينسون كل ما كان قبلها من عشرات الأخطاء، سواء ذلك في كلام هؤلاء الكهان أو كلام من أشبههم ممن يتنبئون بأمور غيبية، فإذا أصاب مرة وقع ذلك في نفوسهم، وتناقلوه، وتحدثوا به، والمرات الأخرى التي كثيرًا ما يخطئ فيها ينسونها جميعًا، والله يقول في هذا الموضوع أو في هذه القضية بعينها عن الجن، يقول: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا [سورة الجن:8]. 

فهذا قد يفهم منه أنهم يصلون إلى ما فوق السحاب، فتارة تنزل الملائكة إلى السحاب، وهؤلاء يسترقون السمع، وتارة هؤلاء الجن يصلون إلى ما هو أعلى من ذلك، فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وهذه الشهب كان يرمى بها في الجاهلية، قبل مبعث النبي ﷺ، لكنَّه كثف وكثر لما بعث النبي ﷺ فاستغرب الجن، وتساءلوا ما سبب ذلك وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [سورة الجن:10].

والشنقيطي -رحمه الله- أطال الكلام على الذين يحاولون الصعود إلى القمر والكواكب أنهم كذبة، وأنهم لا يستطيعون ذلك، وتكلم على معنى الشيطان وأنه كل عاتٍ متمرد من الإنس والجن والحيوانات، وأن هؤلاء الذين يحاولون الصعود شياطين، وأنهم سيرمون بالشهب إذا حاولوا وصعدوا، ولن يستطيعوا الصعود، وسيرجعون خاسئين كما رجع الجن قبلهم، وفسر قوله تعالى: جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ [سورة ص:11]، وقال: إن هذا التعبير جُندٌ مَّا هُنَالِكَ بالإشارة للبعيد يدل على أن المقصود بذلك هؤلاء ومن شابههم.

ولكن الآية قد لا تدل على هذا جُندٌ مَّا هُنَالِكَ، فهذه الآية نزلت في مكة وكانت علامة تصديق في غزوة بدر، والشنقيطي -رحمه الله- لا ينكر هذا، لكن يقول: فيها زيادة معنى، وهذا هو الفرق بين كلام العلماء وبين كلام غيرهم يتركون المعاني التي قالها السلف ثم يأتون بمعنىً آخر يخالفها، فهو يثبت المعنى الذي قاله السلف، ويقول: وفيه زيادة تدل على هذا وهذا، وتكلم بكلام طويل على الذين يفسرون القرآن بالحقائق العلمية، وأتى بأمثلة، وردها، وكلامه فيه ما هو مقبول وصحيح، وفيه ما لا تدل عليه الآية.

وقضية مكان القمر هل هو في السماء أو في الفضاء؟ الشنقيطي رحمه الله يقول بأن القمر في السماء، وليس في الفضاء، واستدل بقول الله : وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا [سورة نوح:16]، فِيهِنَّ يعني: في السماوات، وفهم من هذا أنه في نفس السماء وليس في الفضاء، وهذا قد لا يكون هو المراد بالآية، وكون هؤلاء وصلوا أو ما وصلوا إذا استطاعوا أن يثبتوا هذا الكلام فليس هناك ما يمنع، وهؤلاء على كلامهم -أن القمر يعتبر قريبا- فأين السماء من القمر؟

لكن إلى الآن لا نعرف ما يثبت أنهم وصلوا إلى القمر، ورد عليهم بعض علماء الفلك من الغربيين، وقال: إن هذه الصور التي التقطوها هي صور في صحراء، أظن قالوا: نيفادا، واستدلوا على هذا بأشياء، وقالوا: القمر ليس له ظل أصلًا، واستدلوا بأن العلم كان يرفرف، قالوا: القمر لا يوجد فيه هواء، فالصورة دبلجت وعملت بشكل متقن، ثم إنهم على ولعهم وشغفهم بالاكتشافات وحرصهم عليها لماذا لم يذهبوا إلا مرةً واحدة؟ فهذا أمر يبعث الشك، والله تبارك وتعالى أعلم.

  1. رواه مسلم برقم (510)، كتاب الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي.
  2. رواه البخاري برقم (4424)، كتاب التفسير، باب تفسير سورة الحجر.

مواد ذات صلة