الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
[2] من قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} الآية:3 إلى قوله تعالى: {وَأَقْوَمُ قِيلًا} الآية:6.
تاريخ النشر: ١٦ / رجب / ١٤٣٥
التحميل: 6022
مرات الإستماع: 7413

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

قال ابن عباس والضحاك والسدي: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ [سورة المزمل:1] يعني يا أيها النائم، وقال قتادة: المزمل في ثيابه، وقوله تعالى: نِصْفَهُ [سورة المزمل:3] بدل من الليل، أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ۝ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ [سورة المزمل:3، 4] أي أمرناك أن تقوم نصف الليل بزيادة قليلة أو نقصان قليل، لا حرج عليك في ذلك.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فالله يقول: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [سورة المزمل:2] ثم قال: نِصْفَهُ الأصل أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، هذه القاعدة، "نصفه" الهاء هنا هي الضمير هل يرجع إلى الليل بمعنى قم الليل ثم قال: نصفه، فيكون بدلاً من الليل، مثل ما تقول: أكلتُ الرغيف نصفه، يكون بدلاً من الرغيف، يعني كأنك تقول: أكلتُ نصف الرغيف، كما تقول: اشتريت المتاع، وبعد ذلك قلت: أجودَه، يعني ما اشتريت الأشياء الأخرى، فيكون هذا بدلاً.

فالآن قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ الأصل أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور وهو "قليلًا"، ولهذا قال بعض أهل العلم: إن قوله: "نصفه" عائد إلى "قليلًا"، فهو بيان لهذا القليل المستثنى، كأنه يقول: قم الليل إلا نصفه أو أكثر من النصف، يعني ربما يصل إلى الثلثين، يصير كم قام إذا ترك الثلثين؟ قام الثلث، أو زد عليه، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا إذا نقص من النصف صار كم قام ؟ قام الثلثين أَوْ زِدْ عَلَيْهِ على النصف، فيكون قد ترك أكثر الليل، ترك لربما الثلثين لم يقمهم، هذا قاله بعض أهل العلم بناء على هذه القاعدة المعروفة، وهي أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، عرفنا لماذا قالوا هذا الكلام، هذا القول مرجوح.

ونحن في هذه الدروس لا نُعنى بذكر الخلاف، وإنما أقصد التمرين وتربية الملكة، ومن أجل أن يتسع الصدر، فقالوا هذا الكلام بناء على هذه النظرة.

الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، والآخرون -وهو القول المشهور والذي نظن أنه هو الراجح- قالوا: إن المعنى قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ الضمير عائد إلى الليل، وقاعدة الضمير يرجع إلى أقرب مذكور؟ قالوا: هنا عندنا مستثنى ومستثنى منه.

قوله: إِلَّا قَلِيلًا، من هنا قال بعض أهل العلم: إن قوله: نِصْفَهُ يرجع إلى قَلِيلًا يعني قم الليل إلا نصفه أو زد عليه على النصف، يعني في المتروك ما تقومه، أو انقص منه قليلًا أو زد عليه، فالحديث كله عن النصف الذي لا يقام بناءً على هذا الأصل أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، والقول الآخر الذي نظن أنه أرجح هو أن قوله: نِصْفَهُ عائد إلى الليل، كيف تعدينا "قليلًا" وخالفنا القاعدة؟

نقول أمامنا هنا شيئان: عندنا مستثنى ومستثنى منه، المستثنى "قليلًا"، والمستثنى منه "الليل"، والأصل هو المستثنى منه، فهو المحدَّث عنه، تقول مثلًا: اشتريت المتاع إلا مكيِّفًا فاستحسنتُه، يعني استحسنت المتاع، فالمستثنى منه هو الأصل، وهو المحدث عنه؛ ولهذا الضمير يرجع إليه، "نصفه" يرجع إلى المستثنى منه الذي هو "الليل"، يتغير المعنى أو ما يتغير؟ يكون المعنى هكذا، وهو اختيار ابن كثير كما رأيتم.

عبارة ابن كثير يقول: نصفه بدل من الليل قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ كأنه قال: قم نصف الليل أو انقص من النصف قليلًا، إذا نقص من النصف قليلًا لربما يصل إلى الثلث، يعني كأنه قال: قم نصف الليل أو ثلث الليل، أو زد عليه أي على النصف، يعني كأنه قال: قم نصف الليل أو أدنى كثلث الليل، أو أكثر كثلثي الليل، يقول له: قم النصف أو دونه أو أكثر منه، هذا هو المعنى، -والله تعالى أعلم.

وهنا يرد سؤال هل هناك فرق من جهة النتيجة؟ على هذا المعنى قم نصف الليل أو أقل أو أكثر، وعلى المعنى الثاني قم الليل إلا نصفه أو أقل أو أكثر، من حيث النتيجة النهائية هل هناك فرق؟ لا، النتيجة النهائية يكون المؤدَّى فيها واحداً، بمعنى أنه يقوم النصف أو أكثر أو أقل على كلا المعنيين.

وهناك سؤال آخر: ألم يقل الله : قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ هل النصف يعتبر قليلًا؟ أليس القليل يقابله الكثير، والنبي ﷺ قال: الثلث، والثلث كثير[1]، فالنصف يعدل الطرف الآخر من غير زيادة ولا نقصان، هذا الأصل، فكيف يكون قليلاً مقابل النصف الآخر؟

بعض أهل العلم نظروا فيه إلى جانب معنوي قالوا: إن النصف المعمور بالعبادة لا يقاس بالنصف المهجور، فهذا النصف الذي قامه يعتبر عظيماً كثيرًا، والنصف الذي ترك القيام فيه يعتبر ضئيلاً، فالأوقات العامرة بطاعة الله تعتبر عظيمة ومفخمة وكبيرة، هذا جواب ذكره بعض أهل العلم، قالوا: لا يقاس النصف المعمور بالنصف المتروك أو المهجور، فقالوا: هذا معنى القلة والكثرة، فالبركات والأجور التي تحصل لمن عمر وقته بطاعة الله أو ساعة من زمانه تجعل هذه الأوقات لا تقاس بغيرها، صلى ساعة ونام ساعة، فالساعة هذه التي أقامها أعظم، هذا جواب.

الجواب الثاني: أجاب بعضهم بجواب ليس بالقوي، وهو أن نصفه لا يقابل النصف الآخر فيكون مساويًا بطبيعة الحال، وإنما يكون بمقابل المجموع، هو يقول: قُمِ اللَّيْلَ ذكر الليل كاملًا إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ أي قم نصف الليل أو زد عليه إلى الثلثين وأكثر أو انقص منه قليلًا، فهذا بمقابل المجموع، ذكر الليل وذكر أكثر من النصف قالوا: يكون ذلك قليلاً بالنظر إلى مجموع الليل مع الثلثين، وهذا جواب ليس فيه قوة، فيه ضعف وتكلف، فالله يخيره يقول له: قم نصف الليل أو أكثر من النصف، أو أقل، هذا هو المعنى.

وبعض أهل العلم يقول: المراد قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ يعني أو نصفه، يقولون: إن "نصفه" لا ترجع إلى الليل أو إلى القليل، وإنما ذلك على سبيل التخيير، فكأن هنا "أو" حذفت، تقول مثلًا: احضر الفجر الظهر العصر العشاء، يعني أو الظهر، أو العصر، أو العشاء، فيكون المعنى على هذا القول قم الليل إلا قليلًا أو نصفه، وعلى هذا ما في إشكال، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا يعني قم أكثر الليل أو نصفه أو انقص منه قليلًا أو زد عليه، فأنت مخير بين هذه الأمور، وهذا خلاف الظاهر، إذاً المعنى المستقر عندنا الآن أنت مخير بين قيام أكثر الليل أو النصف أو أقل من النصف، هذا المعنى، والعلم عند الله .

وقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [سورة المزمل:4] أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونًا على الفهم.

وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا اقرأه على تمهل وتؤدة حرفًا حرفًا بإبانة الحروف ومراعاة الوقوف، وهذا هو الترتيل دون أن يكون هذّاً فيكون همّ الإنسان ختم السورة؛ ولهذا قال النبي ﷺ: لا يفقه القرآن من قرأه بأقل من ثلاث[2]، لا يفقه؛ لأنه يهذُّه هذّاً بهذه الطريقة، فهنا قال الله وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا قالها هنا في سياق أمره بقيام الليل، فيكون الأمر بالترتيل أعلق بالموضوع الذي سيقت من أجله وهو قضية قيام الليل وصلاة الليل، وعلى هذا فهو أمر بصلاة الليل مع ترتيل القراءة فيها، ويؤخذ من عموم اللفظ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا أن الترتيل مطلوب على كل الأحوال في التلاوة في الصلاة، وخارج الصلاة، وفي قراءة صلاة الليل، وفي غير صلاة الليل، تقرأ قراءة مترسلة مع إبانة الحروف، ومراعاة الوقوف كما كان النبي ﷺ يقرأ حرفًا حرفًا.

وقد ثبت عن أربعة أنهم ختموا القرآن في ركعة في ليلة: عثمان ، وسعيد بن جبير، وتميم الداري، وأبو حنيفة، ويوجد غير هؤلاء في أعصار أخرى، لكن هؤلاء الذين اشتهر ونقل ذلك عنهم، ومثل هذا لا يحتج به، كان أمرًا عارضًا.

وأصل الترتيل هو التنضيد وتحسين الكلام.

وكذلك كان يقرأ -صلوات الله وسلامه عليه، قالت عائشة -رضي الله عنها: "كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها"[3].

تطول بسبب هذا الترتيل، قراءة الجزء عند البعض كم تستغرق؟ لربما تصل إلى ربع الساعة هذّاً، فالحاصل أن بعضهم لربما ختم القرآن في قعدة واحدة، يراجع فيختم في مجلس واحد، لا يقوم حتى يختم، هذا موجود عند المهرة في الحفظ، فالحاصل أنه إذا رتل فإن ذلك يطول، ومراتب القراءة معروفة من حدر وترتيل وما إلى ذلك، حيث إنه كلما كانت عنايته أكثر كلما تطلب ذلك مزيدًا من الوقت.

وفي صحيح البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله ﷺ فقال: كانت مدًا، ثم قرأ "بسم الله الرحمن الرحيم" يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم[4]، وقال ابن جريج عن ابن أبي مُليكة عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها سئلت عن قراءة رسول الله ﷺ فقالت: "كان يقطِّع قراءته آية آية، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ۝ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:1-4]"[5] رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

وقد قدمنا في أول التفسير الأحاديث الدالة على استحباب الترتيل وتحسين الصوت بالقراءة كما جاء في الحديث: زينوا القرآن بأصواتكم[6]، وليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن[7]، ولقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود، يعني أبا موسى، فقال أبو موسى: "لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبّرته لك تحبيرًا"[8]، وعن ابن مسعود أنه قال: "لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة"[9] رواه البغوي، وروى البخاري عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة، فقال: هذّاً كهذّ الشعر، لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله ﷺ يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في كل ركعة"[10]

عظمة القرآن:

وقوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا [سورة المزمل:5] قال الحسن وقتادة: أي العمل به، وقيل: ثقيلًا وقت نزوله.

الآن يقول: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا قال الحسن وقتادة: أي العمل به، هذا القول الثقيل على هذا المعنى -يعني العمل به- أي أنه يتضمن التكاليف الشاقة والأعباء الجسام التي تتطلب منك مزيدًا من الجهد لأجل البلاغ، والعمل بما فيه، والتحمل والصبر على ما يعتورك من آفات في هذا الطريق وعوارض تدعو الإنسان عادة إلى الإخلاد وترك التشمير فينقطع، فإن نظرت إلى ما سيواجهه من الطعون والتهم والأذى فإن ذلك يحتاج إلى صبر، وإذا نظرت إلى ما فيه من التكاليف الشاقة فكذلك تحتاج إلى صبر من أجل الامتثال.

وكذلك هو ثقيل في وقت نزوله على النبي ﷺ حيث كان يتفصد جبينه ﷺ عرقًا في الليلة الشاتية في اليوم الشاتي لثقله في وقت النزول، وكان ﷺ كما في الأحاديث الواردة التي تصف نزول الوحي عليه كان يتربد لذلك وجهه، ولربما كان على الراحلة فبركت حتى تضع جِرانها على الأرض من شدّة الثقل، ولمّا نزل عليه ﷺ وركبته على فخذ زيدٍ يقول زيد: كادت فخذي أن تُرَضَّ، فهو قول ثقيل في وقت النزول يجد النبي ﷺ مشقة كما في حديث الحارث بن هشام لما سأل النبي ﷺ عن الوحي كيف يأتيه، وهو قول ثقيل من حيث إن له تبعات ويتضمن تكاليف، ومَن جاء به سيلقى أذى من الناس، فيحتاج إلى مزيد من الصبر، هذا هو المعنى الذي دلت عليه هذه الآية.

وأقاويل السلف تدور في الغالب حول هذه المعاني التي ذكرتها، فأجملتها ولخصتها فيما سمعتم ولا منافاة، إلا أن بعضهم قال: إن القول الثقيل بمعنى الكريم، تقول: فلان ثقلان عليّ، ثقلان على نفسي أي كريم، لكن هذا ليس بالظاهر المتبادر، والقرآن لا يجوز حمله على غير ظاهره المتبادر إلا لدليل يجب الرجوع إليه، فهذا فيه تكلف، ثقيل بمعنى كريم هذا فيه إشكال.

وبعضهم يقول: ثقيل على ظاهره لكنه ثقيل على المنافقين والكافرين لما فيه من تبكيتهم، وفضحهم، وبيان دخائل نفوسهم، وتهديدهم ووعيدهم، فهو يتضمن هذه الأمور فهو ثقيل عليهم، وهذا لا ينافي القول أو الأقاويل التي ذكرها أكثر السلف، فهو ثقيل بهذا الاعتبار على المنافقين، والكافرين، وكذلك أيضًا بعضهم يقول: سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ثقيل بمعنى رزين، تقول: فلان ثقيل بمعنى رزين ليس فيه خفة، من الرزانة، وهذا فيه بُعد، والعلم عند الله ، وبعضهم يقول غير هذا.

إذاً ثقيل هنا يقول: أي العمل به، وقيل: ثقيل وقت نزوله من عظمته، هل بين القولين منافاة؟

الجواب: لا يحتاج ترجيحاً، هما قولان مختلفان، هل هذا اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد؟ اختلاف تنوع إذا نظرنا إلى ما يئول إليه، وهو يمكن فيه أن نجمع الأقوال لكنه في حقيقته اختلاف تضاد؛ فإن تفسيره بأنه ثقيل وقت النزول غير تفسيره بأنه ثقيل لما فيه من التكاليف الشاقة، أو أنه ثقيل بالنظر إلى المنافقين والكافرين، فهذا من الخلاف الحقيقي، اختلاف التضاد الذي يمكن أن نجمع الأقوال فيه دون أن نحتاج إلى الترجيح.

قال زيد بن ثابت : "أُنزل على رسول الله ﷺ وفخذه على فخذي فكادت تَرُضُّ فخذي"، وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: سألت النبي ﷺ فقلتُ: يا رسول الله، هل تُحِس بالوحي؟ فقال رسول الله ﷺ: أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إليّ إلا ظننت أن نفسي تقبض[11]، تفرد به أحمد.

يعني هو صوت مثل صوت السلسلة، أو صوت متدارَك لا يتبينه، يعني هذا في أول الأمر ثم بعد ذلك قال: ثم يفصم عني فأعي ما قال، أو كما قال -عليه الصلاة والسلام.

وهذا لا شك أنه داخل في معنى قوله: "ثقيلًا" أي وقت نزوله على النبي ﷺ.

وفي أول صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أن الحارث بن هشام سأل رسول الله ﷺ كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس -وهو أشده عليّ- فيَفصِم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول[12].

هذا سهل ما يشق على النبي ﷺ إذا جاءه بصورة رجل، لكن حينما يأتيه بمثل هذه الصورة فيسمع صلصلة، ولربما الناس حوله، وهذا يجمع الناس حوله يسمعون دويًّا كدوي النحل.

قالت عائشة: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي ﷺ في اليوم الشديد البرد فيَفصِم عنه وإنّ جبينه ليتفصد عرقًا"[13] هذا لفظه، وروى الإمام أحمد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إنْ كان ليوحى إلى رسول الله ﷺ وهو على راحلته فتضرب بجِرانها"[14]، والجِران هو باطن العنق، واختار ابن جريج أنه ثقيل من الوجهين معًا، كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.

"قولاً ثقيلاً" يعني يثقل، كما أنه لم ينكر أنه ثقيل في الدنيا بهذا الاعتبار، كما أنه كذلك أيضًا ثقيل في الميزان، من قرأ حرفاً، "لا أقول: ألف لام ميم حرف"، ويقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقَ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها[15]، وكذلك قوله ﷺ: الماهر بالقرآن مع السفرة[16]، وفي زيادة صحيحة ثابتة: "الماهر بالقرآن وهو يحفظه -أو وهو حافظ له- مع السفرة الكرام البررة".

شرف قيام الليل:

وقوله تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا [سورة المزمل:6]، وقال عمر وابن عباس وابن الزبير: الليل كله ناشئة، وكذا قال مجاهد.

إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا عامة ما ذكره السلف يمكن أن يجمع في تفسير هذه الآية.

وكان الليل كله ناشئة؛ لأنه ينشأ بعد النهار، ففي أي ساعة صليت على هذا القول سواء كان ذلك بعد نوم أو لم يسبق بنوم صليت العشاء وقمت تصلي فهذا من ناشئة الليل، كل ساعات الليل ناشئة.

يقال: نشأ إذا قام من الليل، وفي رواية عن مجاهد: بعد العشاء.

الآن نشأ إذا قام من الليل، وفي رواية عن مجاهد: بعد العشاء، ما الفرق بين هذه الأقوال الثلاثة الآن إذا تأملت الأقاويل -كل ما قيل فيها؟ أرجِعْها إلى أصول فماذا تقول؟

تقول: إما أن يفسر ذلك بالفعل، أو يفسر بالزمان، أو يفسر بالذات، ابحث ما شئت في الأقوال في المطولات، إما أن يفسر بالزمان، وإما أن يفسر بالفعل، وإما أن يفسر بالذات، فانظروا هذه الأقاويل الآن لما يقول: الليل كله ناشئة فسره بالزمان، ناشئة الليل أي: الساعات التي تنشأ شيئًا بعد شيء فهي آناته وأوقاته ودقائقه وأبعاضه وأجزاؤه، فهذا تفسير اللفظ بالزمان، ناشئة الليل تنشأ ساعته شيئًا بعد شيء، فمن أوله إلى آخره، ومن قال: بين المغرب والعشاء باعتبار أن الليل يبدأ المغرب لكن لا صلاة ليل ولا قيام بعد المغرب، لكن هؤلاء لهم ملحظ آخر إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ.

ومن قال: بعد العشاء لاحظ أول الليل مع وقت القيام الذي يكون من بعد العشاء، فقال: بعد العشاء، أعاده إلى تفسيره بالزمان واعتبر أن الناشئة هي ما ينشأ أولًا، فناشئة الليل هي ابتداؤه، هي أول وقت الليل، ومنه النشأة يعني الابتداء، فلماذا فسروه بما بعد العشاء، وما قالوا: المغرب؟ قالوا: لأن المغرب ليس محل صلاة الليل فنقول: بعد العشاء؛ لأن القضية تتعلق بالقيام، هذا كله تفسير له بالزمان.

"إن ناشئة الليل" انظر الأقوال الأخرى: الليل كله ناشئة، نشأ إذا قام من الليل، هذا تفسير بالفعل، فيكون نَاشِئَةَ اللَّيْلِ أي: قيام الليل بالفعل، وهؤلاء منهم من جعله القيام بعد النوم قالوا: لا يكون ناشئة إلا إذا كان القيام بعد نوم، فهم فسروه بالفعل، لكن هذا الكلام لا دليل عليه، أي أنه لا يشترط أن يكون بعد نوم، أو قالوا: هو القيام.

ومن فسره بالذات قال: إن ناشئة الليل هي النفس التي تقوم وتصلي في الليل، فسره بالذات الإنسان العبد المصلي، ناشئة يعني النفس التي تقوم تصلي، لاحظتم كيف نرجع الأقوال إلى أصولها لنفرع عليها بعد ذلك، وننظر الأقوال التي يمكن أن تجتمع فنجمعها، والأقوال التي الخلاف بينها صوري لفظي فهذه لا نعتبرها أصلًا من الخلاف، بعد ذلك نخرج بنتيجة.

إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ وأحسن ما يفسر به -والله تعالى أعلم- أن ناشئة الليل هي ساعاته، وأوقاته في أوله ووسطه وآخره، فهي تنشأ شيئاً بعد شيء، ساعة بعد ساعة حتى ينقضي، هذه ناشئة الليل، ومن فسره بالنفس فقوله ليس بعيداً، فالسلف يفسرون تارة بالمطابق، وتارة باللازم، وتارة بالتضمن، وتارة بالإشارة، يستعملون جميع أنواع الدلالة.

فمن قال: إن ناشئة الليل هي النفس التي تقوم وتصلي، أو فسره بالفعل فحينما نقول: إن ناشئة الليل هي ساعاته، والقضية المحدث عنها هي القيام، لابدّ فيه من قائم، وهذا القيام عبارة عن فعل، فيتسع الصدر، فلا نحتاج أن نقول: هذا قول بعيد، وقول شاذ، وقول مطرح لا يلتفت إليه، لا نحتاج هذا الكلام، نتعامل مع هذه الأقوال بهذه الطريقة.

أمّا أن تُسرد الأقوال: القول الأول، والقول الثاني، والقول الثالث في المسألة وهكذا فهذا ليس درساً في التفسير، هذا نوع من العبث، أمّا درس التفسير فهو الذي تُختبر فيه الأقوال، وتُنظر، ويُجمع النظير مع النظير، ثم بعد ذلك يُنظر في الخلاف بينها، وكيف نستطيع أن نختار القول الراجح منها، ولماذا قال الآخرون بغيره، وهل يعارض هذا القول؟ التفسير باللازم لا يعارض التفسير بالمطابق، لا يعارض، فهذا كله لا إشكال فيه.

لا شك أن هذا فيه بطء لكن هذه طريقة في التفسير أرى أنها لا بدّ أن تزرع في النفوس، لابدّ أن تزرع، وأن يرى الناس طريقة بالتفسير غير الطريقة المعهودة التي يدرسونها في الجامعات وفي المساجد؛ لأن هذه الطريقة هي التي تربي الملكة، ويتسع الصدر، ويستطيع الإنسان أن يتذوق التفسير، وأن التفسير له معنى، وليس كحاطب ليل.

وكذا قال أبو مجلز وقتادة وسالم وأبو حازم ومحمد بن المنكدر، والغرض أن ناشئة الليل هي ساعاته وأوقاته، وكل ساعة منه تسمى ناشئة، وهي الآنات.

إذن من قالوا: إن الليل كله ناشئة قالوا: لأنه ينشأ بعد النهار، والذين قالوا: بعد العشاء قالوا: لأن الناشئة بمعنى الابتداء فهو أول الليل ومبتدؤه، أوله بعد المغرب قالوا: المغرب ليس وقت صلاة، ولا وقت قيام، والكلام هنا في القيام فأوله بعد العشاء الذي ينشأ منه الليل.

والمقصود أن قيام الليل هو أشدّ مواطأة بين القلب واللسان.

الآن إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا أمره بقيام الليل وترتيل القرآن ثم علل ذلك؛ لأن "إنّ" هنا تدل على التوكيد، وتُشعر بالتعليل؛ أي لأن ناشئة الليل فيها مزيتان: هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا.

والمقصود أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة، ولهذا قال تعالى: هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس، ولغط الأصوات، وأوقات المعاش.

هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا قال: أي أشد مواطأة -يعني موافقة- بين القلب واللسان، هذه الآية فيها قراءتان متواترتان: الأولى: "هي أشد وَطئاً"، والثانية: هي أشد وِطْئاً بكسر الواو وتسكين الطاء، وكلاهما قراءة متواترة، وهذا التفسير الذي ذكره ابن كثير هنا يصلح على القراءة الثانية التي هي "وِطْئاً"، تقول: واطأه مواطأة ووِطئًا بمعنى وافقه موافقة.

فعلى هذه القراءة هي أشد وِطْئا يعني أشد مواطأة بين القلب واللسان والسمع والبصر، وذلك أن الليل محل السكون، وهدوء الأصوات، وقلة انتشار الناس، هدأة الليل، ففي هذا السكون يرتفع التشويش والإزعاج، فإذا قرأ الإنسان قرأ قراءة يجتمع له فيها القلب مع اللسان مع السمع والبصر، ليس هناك مشوشات تشوش على البصر، ولا أصوات مزعجة، هذا إذا كان الناس ينامون بالليل، فالليل هو وقت الهدوء فيحصل فيه مثل هذا المعنى، فتكون القراءة مؤثرة يخشع فيها الإنسان وينتفع ويلين قلبه، ويكونُ قريباً من الله ، هي أشد وِطْئًا.

وفي القراءة الأخرى "وَطئاً" اللهم اشدد وَطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسنيِّ يوسف[17]، ومعنى "أشد وَطئاً" أي أشد ثقلًا على هذه القراءة، ويكون المعنى: أشد وَطئاً أي أن صلاة الليل تتطلب مزيدًا من المجاهدة والمكابدة والصبر؛ لأنه وقت للراحة والإخلاد والنوم، فلا يستطيع أن يقوم فيه إلا الموفق الذي أعانه الله على نفسه فجاهدها حتى ارتاضت له واستقامت، وإلا فعامة الناس مأسور، تأسره ذنوبه، وتأسره شهواته فيخلد إلى النوم، ولا يستطيع القيام.

ما يقومُ الليلَ إلا مَن له عزمٌّ وجدُّ

فهي ثقيلة إلا بلون من المجاهدات ترتاض فيها النفس وتصبر، فليست سهلة على كل أحد، وهذا معنى صحيح، والقاعدة في هذا الباب أن القراءتين إذا كان لكل قراءة معنى فهما بمنزلة الآيتين، فكأن عندنا الآن آية تدل على أن صلاة الليل تكون فيها الموافقة بين اللسان والقلب والجوارح، وعندنا آية ثانية تدل على أن صلاة الليل ثقيلة على الإنسان؛ لأن الليل وقت النوم والراحة، فهما قراءتان، كل قراءة أفادتنا معنى جديداً، والقرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة.

أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا، أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس، ولغط الأصوات، وأوقات المعاش.

وَأَقْوَمُ قِيلًا أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها.. أقوم قيلًا: القيل هو القول، وَقِيلِهِ يَارَبِّ [سورة الزخرف:88] يعني وقوله، تقول: وفي قيل ابن جريج، وفي قيل بعض أهل العلم يعني وفي قول بعض أهل العلم، هذا معناه.

وَأَقْوَمُ قِيلًا أي: أقوم قولًا، وذلك يعني أن القراءة في وقت هدأة الأصوات والسكون تكون أكثر استقامة حيث لا مشوش ولا مزعج يفسد عليه قراءته فيخطئ، وينسى، ويدخل سورة في سورة، ويختم آية بغير خاتمتها.

وَأَقْوَمُ قِيلًا أي أسدّ وأصوب، أقوم أي أكثر استقامة فيؤدي القراءة على وجهها؛ لأنه يقرأ وهو قد تخلص من سائر المشوشات والمزعجات والمشغلات، إذاً "هي أشد وطئًا" أي مواطأة وموافقة بين القلب واللسان والجوارح، أو ثقيلة، وهي كذلك يذكر فيها هذا وهذا، وأسد وأصوب؛ لعدم وجود المشوشات، هذا معنى "وأقوم قيلًا".

  1. رواه البخاري، كتاب الوصايا، باب الوصية بالثلث، برقم (2744)، ومسلم، كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث، برقم (1628).
  2. رواه أبو داود بلفظ: لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث، كتاب الصلاة، باب في كم يقرأ القرآن ؟ برقم (1390)، والترمذي، كتاب القراءات عن رسول الله ﷺ، برقم (2949)، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب في كم يُستحب يُختم القرآن، برقم (1347)، قال الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (5/ 138)، برقم (1260): "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
  3. رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً وفعل بعض الركعة قائماً وبعضها قاعداً، برقم (733).
  4. رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب مد القراءة، برقم (5046).
  5. رواه أبو داود، أول كتاب الحروف والقراءات، برقم (4001)، وأحمد في المسند، برقم (26583)، وقال محققوه: "صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين"، والحاكم في المستدرك، برقم (2910)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وله شاهد بإسناد صحيح على شرطهما عن أبي هريرة"، والدارقطني في سننه، برقم (37)، وقال: "إسناده صحيح وكلهم ثقات"، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (5000).
  6. رواه أبو داود، كتاب سجود القرآن، باب استحباب الترتيل في القراءة، برقم (1468)، والنسائي، كتاب صفة الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، برقم (1015)، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب في حسن الصوت بالقرآن، برقم (1342)، وأحمد في المسند، برقم (18494)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب" وروى له أصحاب السنن، وهو ثقة، الأعمش: هو سليمان بن مهران، وطلحة: هو ابن مصرف"، وصححه الألباني في الجامع الصحيح، برقم (3580).
  7. رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ۝ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [سورة الملك: 13، 14]، برقم (7527).
  8. رواه البيهقي في السنن الكبرى، برقم (4484)، واللفظ له، ورواه البخاري عن أبي موسى الأشعري أن النبي ﷺ قال له: يا أبا موسى، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، كتاب فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن، برقم (5048)، ومسلم بلفظ: لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، برقم (793).
  9. رواه البيهقي في شعب الإيمان، برقم (1884).
  10. رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الجمع بين السورتين في الركعة، برقم (775)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذِّ -وهو الإفراط في السرعة- وإباحة سورتين فأكثر في ركعة، برقم (822).
  11. رواه أحمد في المسند، برقم (7071)، وقال محققوه: "إسناده ضعيف"، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، برقم (857).
  12. رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب عرق النبي ﷺ في البرد وحين يأتيه الوحي، برقم (2333).
  13. رواه النسائي، كتاب صفة الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن، برقم (934)، والإمام أحمد في المسند، برقم (26198)، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، وهو في صحيح الجامع، برقم (214).
  14. رواه أحمد في المسند، برقم (24868)، وقال محققوه: "حديث صحيح وهذا سند حسن".
  15. رواه الترمذي، كتاب فضائل القرآن عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر، برقم (2914)، وأحمد في المسند، برقم (6799)، وقال محققوه: "صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزِرّ: هو ابن حبيش"، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (8122).
  16. رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، برقم (798).
  17. رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، برقم (675).

مواد ذات صلة