الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
(033) قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ...} الآية
تاريخ النشر: ٢٠ / ذو القعدة / ١٤٣٧
التحميل: 677
مرات الإستماع: 1322

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فبعد أن ذكر الله -تبارك وتعالى- حال هؤلاء اليهود المعرضين عن الاستجابة إلى التحاكم إلى الكتاب المُنزل من عند الله -تبارك وتعالى-، وما كانوا عليه من الغرور والأماني الباطلة، وذلك قولهم: لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [آل عمران:24]، قال الله بعد ذلك: فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [آل عمران:25].

فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ هذا تفريع عن قوله -تبارك وتعالى-: وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ، فكان هذا من قبيل الاغترار فكيف تكون حالهم، أو كيف يكون جزاءهم إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه، كيف تكون الحال التي يصيرون إليها، وهذا لا شك أنه بهذا التركيب، فكيف إذا جمعناهم، فأوجز الكلام واختصره من أجل أن يذهب الذهن كل مذهب في تصور الحال الفظيعة والشنيعة التي يكونون عليها بخلاف ما كانوا يرجون ويأملون بناء على دعاوى باطلة أنه لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودات، والواقع خلاف ذلك، كيف يكون حالهم إذا جمعهم الله للحساب في يوم لا شك في وقوعه وهو يوم القيامة، وأخذ كل أحد جزاءه، جزاء عمله وكسبه وهم لا يظلمون شيئًا، فالذي يحكم في ذلك اليوم هو الله -تبارك وتعالى- الذي لا يخفى عليه قليل ولا كثير من أحوال العباد، فالتعامل مع من كان بهذه المثابة لا شك أنه يدعو النفوس إلى المراجعة والخوف، وتصحيح النيات والمقاصد والأعمال من أجل أن ينتقل الإنسان من هذه الدار ويلقى ربه -تبارك وتعالى- على حال مرضية.

وتأمل في قوله -تبارك وتعالى-: فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ [آل عمران:25]، نُكر اليوم هنا، وهذا التنكير يُفهم منه التهويل والتعظيم، يوم عظيم شديد الأهوال.

لا رَيْبَ فِيهِ لا شك في وقوعه، فهو أمر حاصل، والمقصود باليوم: الجزاء الذي يكون فيه؛ لأن اليوم ظرف إنما هو زمان، ولكن إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ يعني لجزاء يوم، أو لحساب يوم؛ فهذا معلوم لا ريب فيه.

وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ، "ووفيت" هنا بُني للمجهول "وفيت" والموفي معلوم هو الله -تبارك وتعالى- هو الذي يُجازي المُحسن بإحسانه والمُسيء بإساءته.

وهنا عُبر بالماضي وَوُفِّيَتْ وذلك اليوم لم يأتِ بعد، ما قال: "وتوفى" بالمُضارع الذي يدل على الحال والاستقبال، وإنما قال: وَوُفِّيَتْ مع أن ذلك لم يحصل بعد، فذلك باعتبار أنه أمر مُتحقق لا محالة؛ فكأنه قد وقع وانقضى، وكذلك يُعبر بالماضي عن المستقبل لإفادة تحقق الوقوع، أن الوقوع قطعي، العلماء يمثلون على هذا بأمثلة كثيرًا منها قوله -تبارك وتعالى-: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ [النحل:1]، "أتى" وهو لم يأتِ بعد؛ لكن لأنه مُتحقق الوقوع فكأنه قد حصل وحل ونزل بهم أمر الله -تبارك وتعالى- أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ما قال: سيأتي أمر الله فلا تستعجلوه، وإنما قال: أَتَى وهذا كثير في القرآن، يُعبر عن أمور مستقبلة بصيغة الماضي لتحقق وقوعها.

وهكذا في قوله: وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ بعض العلماء يقولون: إن التعبير هنا بصيغة البناء للمجهول "ووفيت" يدل على سهولة ذلك عليه، وهكذا أيضًا في قوله: وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ أقوى صيغة من صيغ العموم هي لفظة "كل" عند اللغويين والأصوليين، وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ كل نفس فهذا لا يخرج منه أحد، كل نفس مُحسنة، وكل نفس مُسيئة، كل نفس مقصرة، كل نفس مُجدة في طاعة ربها ومليكها ، الكل يوفى، ولفظ التوفية يدل على التكميل والتتميم أن هذا الجزاء يكون وافيًا، سواء كان ذلك في الخير أو كان في الشر، لن يُظلم أحد، ولن يُضاف على أحد من سيئات غيره، ولن يستطيع أحد أن يأخذ حسنات غيره، ولو كان أقرب الناس إليه لكن وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:185]، التوفية يعني أن ذلك يصير إليه من غير نقص وافيًا، ومثل هذا الوفاء يبينه قوله -تبارك وتعالى-: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7-8]، يعني: أن هذه التوفية تكون بمثاقيل الذر، مثاقيل الذر معناها أن الإنسان يُجازى على أمور لم تخطر له على بال من التفات القلب هنا وهناك تصنعًا للمخلوقين، أو لربما إشارة بعين أو شفة أو يد أو غير ذلك بحركة لربما يؤاخذ عليها يقولها على سبيل الاستنقاص بأحد لقد قلتِ كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته[1]، بسبب قولها: "حسبك منها أنها"، يعني أشارت ما قالت: قصيرة، يعني إشارة تدل على القِصر، خبر عن حقيقة ووصف واقعي، كلمة بسيطة مثل هذه أنها قصيرة تمزج ماء البحر، يعني تُكدره جميعًا لو مُزجت به.

إذًا ماذا يُقال في الاستطالة والفجور في الخصومة والوقيعة في الأعراض، ونهش لحوم الناس وكأن ذلك قد أُحل لنا ساعة من نهار، يسترسل الإنسان ويتحدث عن هذا وذاك من غير ارعواء ولا خوف ولا مراقبة لله ؛ كأن ذلك لا يُحاسب عليه، ولا يلقى جزاءه، والواقع أن الإنسان يُكثر على نفسه، ويحمل أوزارًا هو في غنى عنها، وهذا الظهر هو الذي سيحمل ذلك جميعًا، وهذا الإنسان هو الذي سيُعذب أو يُنعم بما كسبت يداه، ليس هناك أحد يُحاسب غير الله  حتى الملائكة لا يُحاسبونه، الله هو الذي يتولى الحساب وحده، ويُحاسب الجميع كنفس واحدة، والحساب كما سبق بمثاقيل الذر: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ يعني: من خير، خَيْرًا يَرَه [الزلزلة:7]، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ يعني: من الشر، شَرًّا يَرَه [الزلزلة:8]، فما فوق مثقال الذرة من باب أولى في الخير وفي الشر، ولهذا عائشة -رضي الله عنها- نُقل عنها: "أنه جاء سائل مسكين أو مسكينة فتصدقت بشيء يسير بعنبة أو نحو ذلك فقالت: كم فيها من مثاقيل الذر"[2]، ولهذا قال النبي ﷺ: لا تحقرن من المعروف شيئا[3].

"شيئا" نكرة في سياق النهي تعم شيئا أي شيء، قال: ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، يعني: حتى البشاشة لا تحقر ذلك قد لا تستطيع أن تُحسن إليه بالمال أو نحو هذا، لكن لا أقل من أن تلقاه بوجه طلق.

فهنا وَوُفِّيَتْ فالجزاء يكون وافيًا كل نفس، إذًا لا يوجد أحد له استثناء لا في الحسنات ولا في السيئات، لن ينقص من حسناتك شيئًا فلا تخف، ولهذا ابن مسعود لما بلغه أن قومًا قد اجتمعوا في المسجد معهم حصى، ويقول: سبحوا مائة، كبروا مائة، هللوا مائة، ونحو ذلك، أتى وقال: "إنكم على ملة أهدى من ملة رسول الله ﷺ أو أنكم على باب ضلالة"، وقال: "أحصوا سيئاتكم فإني ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيئًا، فلما قالوا له: والله ما أردنا إلا الخير يا أبا عبد الرحمن قال: وكم من مريد للخير لا يُصيبه"[4]، فلا حاجة لئن يجعل الإنسان له دفترًا أو يجعل له قائمة لوحة أو نحو ذلك أو عن طريق وسائل التواصل ثم بعد ذلك هل قرأت جزء من القرآن؟

يقول: نعم.

هل صليت الفجر في جماعة؟

يقول: نعم.

هل صليت الضحى؟

يقول: نعم.

هل صليت السنن الرواتب؟

يقول: نعم.

هل تصدقت اليوم؟

يقول: نعم.

هل قمت بشيء من أعمال الصلة والبر؟

يقول: نعم، هنا لا، لا، سيوفى الإنسان جميع الأعمال، وهناك من يُحصي ويكتب كل شيء، لا يخفى عليه شيء لا في الظلام، ولا في النور، ولا في داخل الدار، ولا في خارجها، ولا تحت اللحاف، ولا في أظهر وأبرز الأماكن، وكما قال الله -تبارك وتعالى- عن هؤلاء الذين يستغشون ثيابهم ليستخفوا منه أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [هود:5]، بعض العلماء قال في تفسير هذه الآية: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ألا إنهم حينما يفعلون هذا الفعل إنهم ليثنون صدورهم هؤلاء من المشركين يعني: أنهم حياء من الله حينما يقضي الإنسان حاجته، وتبدوا عورته فيجعل ظهره منحنيًا ليكون ساترًا ما بينه وبين السماء حياء من الله فقال: أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يلتحف بثوبه في فراشه، أو نحو ذلك، يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [هود:5]، لا يخفى عليه شيء.

وبعض العلماء قال في قوله: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ: يعني: أنهم يثنونها على الشرك والكفر والكراهية للرسول ﷺ وما جاء به أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ [هود:5]، يعني: أن الله يعلم ما يُكنونه في صدورهم، ويعلم ما يدور ويجول، فإذا همّ الإنسان بالمعصية حيث لا يراها الناس فليتذكر هذه المعاني.

وهكذا في الطاعات: وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ أي شأن، هنا شأن نكرة في سياق النفي، في شأن من الشؤون، وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ [يونس:61]، لا يُقدم على عمل من الأعمال قراءة قرآن أو في شأن من الشؤون من صلاة أو صدقة أو غير ذلك إلا وربه مطلع عليه لا يخفى عليه خافية، فهذا في جانب الحسنات، وفي جانب السيئات.

فإذا استيقن المؤمن هذه الحقيقة بدأ يُحاسب نفسه على كل حركة من حركاته، وكل التفاته تقع في قلبه، وعلى كل أعماله وخطواته ومزاولاته في هذه الحياة؛ لأن التعامل مع من لا يخفى عليه خافية، الناس قد يخفى عليهم أشياء كثيرة جدًا، ولكن هؤلاء لن يُحاسبوك؛ ولكن الذي سيتولى الحساب هو الذي لا يخفى عليه شيء، فهذا لا شك أنه دعوة لتصحيح المقاصد والنيات والأعمال، وأن يُحاسب الإنسان نفسه قبل أن يُحاسب.

وهكذا قال: فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ، "ليوم" ما قال: في يوم، يعني: لجزاء يوم، "ليوم".

وفي قوله -تبارك وتعالى-: وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [آل عمران:25]، "ما" هذه تفيد العموم، مَا كَسَبَتْ، ما، يعني: كل ما كسبت، يعني لفظ التوفية يدل على التتميم والتكميل، وما يُفيد العموم، يعني: كل ما كسبت من خير وشر، كما قال الله : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]، "قول" نكرة في سياق النفي سُبقت بـ "من" فهي نص صريح في العموم "من قول" وغير القول الفعل من باب أولى فهذا داخل فيه، حتى قال ابن عباس -رضي الله عنهما- أخذًا من العموم في اللفظ هنا في هذه الآية: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ [ق:18]، بأن الملك يكتب كل شيء حتى أكلت وشربت ونمت وقعدت مما لا يترتب عليه الجزاء، كل شيء يُكتب لكنه يُمحى ما لا يترتب عليه الحساب والجزاء مما لا يتعلق بالخير أو الشر، يعني: الكلام الذي لا يُحاسب الإنسان عليه ولا يؤجر عليه، كقوله: قمت وقعدت ونحو ذلك، لكن بالاتفاق ما يترتب عليه الجزاء هذا بالإجماع أنه يُكتب نص صريح في الآية مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ [ق:18]، فإذا أراد الإنسان أن يتكلم بكلمة أو يخطو خطوة يتذكر أن الملك لا يضع القلم، فهي تُكتب وستُعرض عليه، ويراها في صحيفة عمله مكتوبة في لحظة كذا، في ثانية كذا عملت كذا، قلت كذا، نظرت إلى كذا، مشيت إلى كذا، كل هذا يُجازى عليه الإنسان.

وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ هذا فيه إثبات الكسب للإنسان فهو يعمل وله عمل حقيقي وإرادة ومشيئة، فأضاف الكسب إليه خلافًا لمن ينفون ذلك من الجبرية، ويقولون: الإنسان كالريشة في مهب الريح.

وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [آل عمران:25]، هنا هذا تذييل بهذه الجملة وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ لئلا يتوهم أن هذه التوفية وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ [آل عمران:25]، أنه يتطرق إليها شيء من الظلم بذهاب بعض الأعمال التي عملها وعدم اعتبارها من الأعمال الصالحة، أو بإضافة أعمال سيئة إليها لم يعملها عن طريق الخطأ، أو لأنه مُسيء سيء فيستحق أعمال أخرى غير الأعمال التي قام بها، لا، لا، لو كان أعتى الناس هي أعماله وما تولد ونشأ عنها، ما تولد ونشأ عنها كما ذكر الله -تبارك وتعالى- من حمل هؤلاء المُضلين لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ [النحل:25]، يعني: الأعمال التي عملوها: كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ [النحل:25]، فيحمل أوزار من دل على هدى فله مثل أجور من تبعه، -كذلك- من دل على ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها[5].

فهذا يُعتبر من عمله يعني ما نشأ وتولد من عمله، الذي ينشر ضلالة ينشر فكرة منحرفة ويعمل بها الناس، ينشر معصية ويعمل بها الناس، يُغريهم، يموت أو يحيى وعنده موقع سيء، موقع شُبهات أو موقع شهوات وإباحي ويُغري بالفاحشة هذا كل من شاهده الأوزار تأتيه ولو بعد موته، كل إنسان ينحرف فله نصيب من انحرافه، ولا أدري لماذا الإنسان يُحمل نفسه مثل هذه الأمور وهو في غنى عنها.

هذا، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا، اللهم ذكرنا منه ما نُسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يُرضيك عنا، -والله أعلم-.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

  1. أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الغيبة، برقم (4875)، وصححه الألباني في تحقيق رياض الصالحين، برقم (1533).
  2. انظر: شرح صحيح البخاري، لابن بطال (3/ 416)، والتوضيح لشرح الجامع الصحيح (17/ 524).
  3. أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، برقم (2626).
  4. أخرجه الدارمي في سننه، برقم (210)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 12).
  5. أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، برقم (1017).

مواد ذات صلة