بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى- في تتمة تفسير قوله تعالى:
وَمَا كُنّا مُعَذّبِينَ حَتّىَ نَبْعَثَ رَسُولاً [سورة الإسراء:15].
بقي ههنا مسألة قد اختلف الأئمة -رحمهم الله تعالى- فيها قديماً وحديثاً، وهي الولدان الذين ماتوا وهم صغار وآباؤهم كفار ماذا حكمهم؟ وكذا المجنون والأصم والشيخ الخرف، ومن مات في الفترة ولم تبلغه دعوة؟ وقد ورد في شأنهم أحاديث أنا أذكرها لك بعون الله وتوفيقه:
(فالحديث الأول): روى الإمام أحمد عن الأسود بن سريع -: أن رسول الله ﷺ قال: أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب قد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنّه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً[1].
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي أورده المصنف -رحمه الله- هو أصل في هذا الباب، والكلام في أهل الفترة كثير، والمقصود بهم الذين لم تبلغهم دعوة نبي، وقد يطلقه بعض أهل العلم بإطلاق خاص ويقصد به الذين كانوا بين عيسى ﷺ والنبي -عليه الصلاة والسلام، ولكن هؤلاء ليسوا جميعاً بأهل فترة، العرب كانوا على بقية من دين إبراهيم ﷺ، وكان أول من غير دين إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- هو عمر بن لحي الخزاعي كما هو معروف، وهو أول من سيب السوائب، وبحر البحائر، وجاء بالأصنام إلى مكة، وأمرهم بعبادتها، وكان سيداً مطاعاً، ومعلوم أن خزاعة كانت مستولية، أو حاكمة في مكة مدة طويلة تبلغ ثلاثمائة سنة.
فالشاهد أنهم كانوا على بقية من دين إبراهيم؛ ولهذا لا يقال: إن جميع هؤلاء كانوا أهل فترة؛ ولهذا النبي ﷺ لما سأله رجل: أين أبي؟ قال: في النار، ثم لما ولّى الرجل دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار[2]، وكذلك لما استأذن ربه أن يزور قبر أمه فأذن له، واستأذنه أن يدعو لها فلم يأذن له[3]، ولما استغفر من استغفروا لآبائهم أنزل الله : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [سورة التوبة: 113].
فهذه الأدلة تدل على أن مِن هؤلاء مَن بلغه ما تقوم عليه به الحجة، وأنه غير معذور، لكن من لم يبلغه شيء فيقال لهم: أهل الفترة، في أي زمان كانوا، وفي أي مكان، وهؤلاء العلماء تكلموا فيهم، وفي مآلهم، ولا ينبغي العدول عن هذا الحديث الذي أقل أحواله أنه حسن، حديث الأسود بن سريع -، هذا في هؤلاء الثلاثة: الأصم الذي لا يسمع شيئاً، والهرم، والأحمق، يعني المجنون، قال: وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب... إلى آخره، يمتحنون في الآخرة.
ولا يرِد على هذا قول من قال: إن الآخرة دار جزاء وليست بدار عمل، فيقال: الحديث دل على هذا، وإذا دل عليه النقل فلا مجال لقول قائل، فالأصل أن الآخرة دار جزاء، ولكن يوجد فيها الأمر بالسجود وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ [سورة القلم:42]، وكذلك هؤلاء يمتحنون، ويبقى الكلام على الأطفال، أطفال المسلمين وأطفال المشركين، من مات وهو صغير، فهذه المسألة فيها كلام كثير لأهل العلم.
وبالإسناد عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة مثله، غير أنه قال في آخره: فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها يسحب إليها[4]، وكذا رواه إسحاق بن راهويه عن معاذ بن هشام، ورواه البيهقي في كتاب الاعتقاد وقال: هذا إسناد صحيح، ورواه ابن جرير من حديث معمر عن همام عن أبي هريرة فذكره مرفوعاً، ثم قال أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً وكذا رواه معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة موقوفاً.
(الحديث الثاني): عن أبي هريرة -: أن رسول الله ﷺ قال: كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسّون فيها من جدعاء؟ [5]، وفي رواية قالوا: يارسول الله أفرأيت من يموت صغيراً؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين[6].
هذا الحديث كأن النبي ﷺ توقف في هؤلاء، ومن أهل العلم من فهم غير هذا من هذا الحديث: الله أعلم بما كانوا عاملين، والحديث هنا لم يُبن عن مصيرهم، والأحاديث في هذا ثلاثة أنواع، منها ما ذكر النبي ﷺ فيه أنهم يلحقون بآبائهم، ومنها ما ذكر فيه النبي ﷺ أنهم في الجنة، أو ما في هذا المعنى، ومنها ما يدل على التوقف، وتبقى بعض الأحاديث العامة كل مولود يولد على الفطرة؛ ولهذا فإن أهل العلم اختلفوا في الأطفال كثيراً، أما أطفال المسلمين فالإجماع أنهم في الجنة، ولكن الكلام في أطفال المشركين إلى أين يصيرون؟.
قوله: شكَّ موسى: يعني موسى بن داود وهو الذي يرويه عنه الإمام أحمد.
هذا خاص بذراري المسلمين، وهذا مجمع عليه وليس محل الإشكال.
من أهل العلم من يحتج بهذه العمومات، خلقت عبادي حنفاء، كل مولود يولد على الفطرة، أن الصغار سواء كانوا من المسلمين أو من الكفار يولدون على الفطرة، فإذا ماتوا فهم على الإسلام.
(الحديث الثالث): عن سمرة -: رواه الحافظ أبو بكر البرقاني في كتابه المستخرج على البخاري من حديث عوف الأعرابي، عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة عن النبي ﷺ قال: كل مولود يولد على الفطرة، فناداه الناس: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين[10]. وروى الطبراني عن سمرة قال: سألْنا رسولَ الله ﷺ عن أطفال المشركين، فقال: هم خدم أهل الجنة[11].
(الحديث الرابع): عن عم حسناء: روى أحمد عن حسناء بنت معاوية، من بني صريم قالت: حدثني عمي قال: قلت: يا رسول الله من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة[12].
قوله: المولود في الجنة يعني: الذي يموت وهو صغير، وكذلك الوئيد، والوئيد هؤلاء الذين كان وأْدُهم في الجاهلية، وليسوا قطعاً من أبناء المسلمين، إن صح هذا الحديث، يقول الحافظ ابن كثير -رحمه الله: ”عن عم حسناء“، وحسناء هذه تكلم فيها بعض أهل العلم، فقالوا: إنها مجهولة، وعم حسناء اسمه أسلم بن سليم، فضعف بعض أهل العلم هذا الحديث لجهالة حسناء.
بما أن الحافظ -رحمه الله- أورد بعض الأدلة في هذه المسألة يمكن أن أُورد بعض الأحاديث الصحيحة فيها، وشيئاً من كلام بعض أهل العلم المحققين في هذا الباب، هذه جملة من الأحاديث في هذا الموضوع:
حديث أبي هريرة -: صغارهم دعاميص أهل الجنة، والدعاميص: يعني دويبة صغيرة تميل إلى السواد في الماء تتحرك سريعة، صغارهم دعاميص أهل الجنة، يتلقى أحدهم أباه، أو قال: أبويه، فيأخذ بثوبه، أو قال: بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، صنفة ثوبك: يعني طرفه، فلا يتناهى، أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة[14]، هذا في المسلم.
وفي الحديث الآخر: النبي ﷺ قال لرجل مات ابنه صغيراً: ما يسرك أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك[15]، هذا في أطفال المسلمين.
ولما توفي إبراهيم بن النبي ﷺ قال رسول الله ﷺ: إن له مرضعاً في الجنة[16].
وأيضاً: الحديث الطويل في الرؤيا التي رآها النبي ﷺ وفيه: فأتينا على روضة معتمة فيها من كل لون الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذا حول الرجل مِن أكثرِ وِلْدان رأيتهم قط، ثم بعد ذلك لما سأل عنهم النبي ﷺ كان في الجواب: وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم ﷺ، وأما الوِلْدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة[17]، وهذا ظاهره لا يختص بالمسلمين، مع أنه يوجد من الأحاديث مثلاً حديث عائشة -ا- قالت: توفي صبي فقلت: طوبى له عصفور من عصافير الجنة، فقال رسول الله ﷺ: أولا تدرين أن الله خلق الجنة، وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً، ولهذه أهلاً[18]، فالنبي ﷺ لم يقرها على هذا.
يقول النووي -رحمه الله: ”أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو في الجنة؛ لأنه ليس مكلفاً، وتوقف فيه بعض من لا يعتد به، -لحديث عائشة الذي ذكرته آنفاً- قال: وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع، كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: “أعطه إني لأراه مؤمناً”[19]،... إلى أن قال: ويحتمل أنه ﷺ قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة، فلما علم قال ذلك بقوله ﷺ: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم[20]“[21].
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: ما من مسلم: ”... أن من يكون سبباً في حجب النار عن أبويه، أولى بأن يحجب هو؛ لأنه أصل الرحمة وسببها“[22]، وقال في حديث إبراهيم بن النبي ﷺ وأن له مرضعاً في الجنة: ”وإيراد البخاري له في هذا الباب يشعر باختيار القول الصائر إلى أنهم في الجنة، فكأنه توقف فيه، ثم جزم به“[23].
فظواهر الأحاديث كلها تدل على أن أطفال المسلمين في الجنة، وجاء عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه قال: لا يختلف فيهم أنهم في الجنة.
وجاء من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: ذراري المسلمين في الجنة، يكفلهم إبراهيم [24]، وأيضاً: أطفال المسلمين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة، حتى يدفعوهم إلى آبائهم يوم القيامة[25].
هذا بالنسبة لأطفال المسلمين، أما ما يتعلق بأطفال المشركين: فجاء في حديث الرؤيا السابق: وأما الوِلْدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله ﷺ: وأولاد المشركين.
وفي الحديث الآخر: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين.
وفي حديث ابن عباس -ا: سئل رسول الله ﷺ عن أولاد المشركين فقال: الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين[26].
وسئل النبي ﷺ عن ذراري المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين[27]، هذا كله في البخاري.
وعن عائشة -ا- قالت: قلت: يا رسول الله ذراري المؤمنين؟ فقال: هم من آبائهم، فقلت: يا رسول الله بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، قلت: يا رسول الله فذراري المشركين؟ قال: من آبائهم قلت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين[28]، وقوله: الله أعلم بما كانوا عاملين في الأحاديث السابقة قد تفسره هذه، أي المقصود أنهم مع آبائهم.
يقول الخطابي -رحمه الله: ”معنى الحديث أنهم كفار ملحقون في الكفر بآبائهم؛ لأن الله سبحانه قد علم أنهم لو بقوا أحياء حتى يكبروا لكانوا يعملون عمل الكفار“[29].
وقال ابن القيم ما خلاصته: ”وأما أطفال المشركين فللناس فيهم ثمانية مذاهب، وذكر الأول قال: الوقف فيهم، وترك الشهادة بأنهم في الجنة أو في النار، بل يوكل علمهم إلى الله تعالى، ويقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، واحتجوا بالحديث، إلى غير ذلك، واحتجوا ببعض الأحاديث التي لا تصح أيضاً، وذكر المذهب الثالث: أنهم في الجنة، قال: واحتج هؤلاء بما رواه البخاري في صحيحه من حديث سمرة، قال: كل مولود يولد على الفطرة فقال الناس: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين، واستدلوا أيضاً بما أخرجه الإمام أحمد من حديث خنساء بنت معاوية قالت: حدثتني عمتي قالت: يا رسول الله من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والموءودة في الجنة، وهذا الذي أورده الحافظ ابن كثير -رحمه الله، عن حسناء بنت معاوية، وعند أحمد خنساء بالخاء، وهذا الحديث حسّن إسنادَه الحافظُ ابن حجر، من أجل هذه المرأة.
وأيضاً مما جاء في هذا ما أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله- من حديث الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله ﷺ، وغزوت معه فأصبت ظفرًا، فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان - وقال مرة: الذرية - فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال: ما بال أقوام جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية؟ ، فقال رجل: يا رسول الله إنما هم أولاد المشركين، فقال: ألا إن خياركم أبناء المشركين، ثم قال: ألا لا تقتلوا ذرية، ألا لا تقتلوا ذرية، ثم قال: كل نسمة تولد على الفطرة، حتى يعرب عنها لسانها، فأبواها يهودانها وينصرانها[30].
وذكر ابن حزم عن جمهور أهل العلم أنهم في الجنة، وكذلك أيضاً ذهب إلى هذا جماعة كالنووي، ومن المذاهب التي أوردها الحافظ ابن القيم -رحمه الله، أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، وعلى هذا يكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وهذا قال به البيهقي واختاره ابن كثير.
يقول النووي: “وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة مذاهب، قال الأكثرون: هم في النار تبعاً لآبائهم، وتوقفت طائفة فيهم، والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة”[31]، وعلق الحافظ ابن حجر -رحمه الله- على قول البخاري: “باب ما قيل في أولاد المشركين”، قال: “هذه الترجمة تشعر أيضاً أنه كان متوقفاً في ذلك، وقد جزم بعد هذا في تفسير سورة الروم بما يدل على القول الصائر إلى أنهم في الجنة، والله تعالى أعلم“[32].
فهذا الصغير الذي لم يعرب عنه لسانه، الذي قبل البلوغ مات وهو يعبد غير الله ، يشرك به، مثل هذا لا يقال: إنه على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه وإنما الكلام فيمن مات وهو صغير، وليس المقصود بإطلاق من مات دون البلوغ، فالولد إذا كان عمره ثلاثة عشر مثلًا ويعبد غير الله ، يعبد الصليب، مثل هذا أعرب عنه لسانه؛ ولهذا الصبي غير المميز يلحق بأبيه، أو يلحق بأفضل الأبوين يعني من ناحية الدين، والعلماء اختلفوا في هذا، والأقرب -والله أعلم- أنه يلحق بالأصلح من أبويه من ناحية الديانة، فإن كانت الأم مسلمة والأبُ كافرٌ ألحق بالأم، والعكس كذلك، بالنسبة لهؤلاء هم الذين يكونون دون التمييز، وإلا فإسلام الصبي المميز معتبر، ولا يحتاج إلى تجديده بعد البلوغ، ويدل على هذا أن من الصبيان من أسلم وهو صغير في زمن النبي ﷺ كعلي وإن اختلفوا في الوقت الذي أسلم فيه، لكن لا شك أنه أسلم دون البلوغ، وكذلك ابن عباس، وجماعة، فالصبي إذا ميّز وأسلم اعتُبر إسلامه، فإذا وقع منه الكفر، كفر بالله وصار يعبد غيره فهو بحسب حاله، والله أعلم.
- رواه أحمد في المسند (26/228)، برقم (16301)، وقال محققوه: حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (881).
- رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين، برقم (203)، من حديث أنس -.
- رواه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ﷺ ربه في زيارة قبر أمه، برقم (976).
- رواه أحمد في المسند (26/230)، برقم (16302)، وقال محققوه: إسناده حسن، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1434).
- رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ برقم (1293)، ومسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، برقم (2658).
- رواه البخاري، كتاب القدر، باب الله أعلم بما كانوا عاملين، برقم (6226)، ومسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، برقم (2659).
- رواه أحمد في المسند (14/71)، برقم (8324)، وقال محققوه: إسناده حسن، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (603).
- رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، برقم (2865)، وهو حديث طويل.
- رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (10/7)، برقم (3878).
- هذا الحديث جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من طريق عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة بن جندب ، كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، برقم (6640).
- رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم (6993)، وصححه الألباني بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة برقم (1468)، وصححه في صحيح الجامع برقم (2586).
- رواه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في فضل الشهادة، برقم (2521)، وأحمد في المسند (34/190)، برقم (20583)، وقال محققوه: إسناده ضعيف لجهالة حسناء، وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (2276).
- رواه ابن حبان في صحيحه برقم (6724)، وقال محققه الأرنؤوط: إسناده صحيح، والحاكم في المستدرك برقم (93)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا نعلم له علة ولم يخرجاه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1515).
- رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، برقم (2635).
- رواه الإمام النسائي، كتاب الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة، برقم (1870)، من حديث قرة -، وصححه الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح برقم (1756)، وفي أحكام الجنائز (162).
- رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المسلمين، برقم (1316)، عن البراء بن عازب -.
- رواه البخاري، كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، برقم (6640).
- رواه مسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، برقم (2662).
- رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، برقم (27)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب إعطاء من يخاف على إيمانه، برقم (150).
- رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المسلمين، برقم (1315).
- شرح النووي على مسلم (16/207).
- فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر (3/244).
- فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر (3/244).
- رواه أحمد في المسند برقم (8307)، وقال محققوه: إسناده حسن، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (603).
- صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1467).
- رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، برقم (1317).
- رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، برقم (1318).
- رواه أبو داود، كتاب السنة، باب في ذراري المشركين، برقم (4712)، وصححه الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح برقم (111).
- عون المعبود، (12/316).
- رواه الإمام أحمد في المسند (24/357)، برقم (15589)، وقال محققوه: رجاله ثقات رجال الشيخين لكن سماع الحسن من الأسود بن سريع لا يثبت عند بعضهم، والبيهقي في الكبرى برقم (17868)، والطبراني في المعجم الكبير برقم (829)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (402)، وصحيح الجامع برقم (10508).
- شرح النووي على مسلم (16/207).
- فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر (3/246).